حادثة أم درمان .. من المسؤول عن قتل المصلين الأبرياء؟

TT

حادث الجمعة الحزين في أم درمان السودانية، الذي أودى حتى اللحظة بحياة خمسة وعشرين شهيداً ليس الأول ضد جماعة أنصار السنّة المحمدية التي تنتهج منهج الوسطية في الإسلام من دون تطرف أو غلواء، فقد سبقته عدة حوادث وكان أحدها في صلاة جمعة حزينة ايضا وأودى بحياة سبعة عشر شهيداً. الحادث الأول نفذه شخص يقال إنه ليبي!! بمساعدة اثنين آخرين يشك السودانيون حتى اللحظة في أنهما من بني جلدتهم.

ان حكومة السودان ورئيسها هي المسؤول الأول والأخير عن حياة هؤلاء المصلين لسماحها وتربيتها وتفريخها لجماعات الإسلام السياسي وعلى رأسها جماعة التكفير والهجرة وهي شبيهة بالجماعة التي قال عنها الرسول صلى اللّه عليه وسلم «يخرجون من الدين كما يخرج السهم من الرمية»، وفي معنى الحديث انه امر بمحاربتهم وقتلهم وهم الذين حاربهم علي بن أبي طالب كرم الله وجهه وقتل منهم الآلاف المؤلفة وتمكنوا من قتله في صلاة الفجر، وهم أنفسهم الجماعة التي تدرس الحكومة السودانية قصيدة شاعرهم قطري بن الفجاءة لطلاب مدارسها وتجبرهم على حفظها والامتحان فيها!! ان الحكومة ورئيسها أقاموا الدنيا وأقعدوها لرجل مات في حادث طائرة ومعه مجموعة من المسلمين وغير المسلمين أعلنت الحداد عليهم وأحالت ليالينا إلى سواد حالك من حالات الحزن والأسى على الشهداء رغم أن بعضهم لم يسلم إلا بعد وفاته. ومن يرى التلفزيون السوداني في اليوم التالي لمجزرة الجرافة يسوده الاعتقاد أن البلاد والعباد في خير وأن كل شيء على ما يرام وأن شيئا لم يحدث ولا ينقصنا إلا الطرب والرقص والغناء!! وهذا ليس مستغربا البتة من هذه الحكومة التي أخذت شباب السودان من جامعاتهم ومدارسهم ليموتوا في غابات الجنوب وفيافي كسلا، وهي نفسها التي تطلق الرصاص على طلبة المدارس الذين حاولوا الفرار من معسكرات الخدمة الإلزامية فتقتلهم وتلقي بالمسؤولية على نهر النيل، فماذا يضير هذه الحكومة ورئيسها لو قام متطرف بعمل تعودت هي نفسها القيام به غير أنه حاول سرقة صلاحياتها منها.

إن الرئيس السوداني مطالب اليوم وقبل الغد ألا يرشح نفسه لانتخابات لم يكن ناخبوه في جولتها الأولى غير الدبابة والبندقية، وعليه أن يرحل معززاً مكرماً. لكن قبل ذلك عليه أن يعيدنا إلى الوضع نفسه الذي كنا فيه قبل إنقاذه المجيد لنا.