العرب ما زالوا يشغلون موقعا هامشيا على شبكة الإنترنت

TT

بإمكان اي مستخدم لشبكة الانترنت ان يلحظ الى اي مدى يشغل العرب موقعا هامشيا على الشبكة. فاللغة العربية غير معتمدة حتى هذه اللحظة في اسماء عناوين المواقع، واهم برامج تصفح المواقع وبرامج الدردشة على الانترنت لم تعتمد بعد اللغة العربية بشكل اساسي، وعدد المواقع العربية الجادة والمنتظمة ضئيل للغاية مقارنة بالمواقع الغربية، وعدد المستخدمين العرب للشبكة ليس احسن حالا، فضلا عن ان حجم التجارة الالكترونية العربية ما زال هزيلا للغاية هو الآخر.

ولكن برغم كل هذه النقاط السلبية وبرغم الهوس الاعلامي الشديد والمتنامي الذي حظيت به الانترنت على مدى البضع سنين الاخيرة، الا ان عزاءنا الوحيد هو ان الانترنت ما زالت بعد في مهدها او في مرحلة ما قبل التشبع على اقصى تقدير، ما يعني انه ما زال بمقدورنا تدارك اخطاء الماضي القريب على الصعيد المعلوماتي. والنقاط التالية تمثل بعض الاقتراحات التي ارى انه يمكننا عبرها جميعا القيام بأولى خطواتنا الحقيقية على طريق المنافسة المعلوماتية الطويل:

ـ وسائل الإعلام العربية المختلفة مطالبة بأن تبدأ في تبني حملات منظمة لتوعية المواطنين العرب بماهية الانترنت واهميتها وسبل استخدامها واجتناب سلبياتها.

ـ حتى نضمن توسيع قاعدة المشاركة العربية الفعالة في الانترنت، فإن حكوماتنا مطالبة بأن تعفي شركات الانترنت العربية من الضرائب ولو مؤقتا حتى يتسنى لهذه الشركات خفض رسوم اشتراك المواطنين في خدمة الانترنت وبالتالي يتحقق الهدف المشار اليه في اول هذه النقطة.

ـ على شركات البرمجيات العربية (وهي كثيرة) ان توحد جهودها في سبيل انتاج متصفح عربي مائة في المائة للانترنت بدلا من انتظار قيام الشركات الاجنبية بهذه المهمة نيابة عنا.

ـ على الدول العربية جميعا وبكافة قطاعاتها التوسع في تدريب الشباب في المدارس والجامعات على سبل استخدام الانترنت واعداد صفحاتها ومواقعها، الامر الذي من شأنه ان يوجد لدينا جيلا عربيا جديدا على درجة عالية من الثقافة الالكترونية.

ـ واخيرا وليس آخراً فإن على الحكومات والمصارف وشركات التأمين العربية ان تتسم بقدر كبير من المرونة وسعة الافق والبعد عن التعقيدات البيروقراطية المعهودة في تعاملاتها مع صفقات ومعاملات التجارة الالكترونية، سواء التي يجريها الافراد او الشركات .