متى نتصالح مع أنفسنا؟

TT

أتطرق عبر مقالي هذا لموضوع يحيط به الحذر وهو عن أجهزة الأمن في البلاد العربية والاسلامية التي يشكو منها أهلها سراً وعلناً والسؤال: هل كانت نشأة هذه الأجهزة على أيد وطنية ولحاجة ماسة أم انه تطبيق للدولة الحديثة الغربية؟ هل ضلت هذه الأجهزة طريقها وأصبحت اداة تطويع واخضاع واذلال للمواطن العربي. قادني لهذا الحديث حادثة غريبة، وهي انه عند سقوط حائط برلين بين الألمانيتين كان هناك عضو أو مسؤول كبير في أجهزة الأمن الالمانية الشرقية هرب الى اسرائيل واستقبل استقبال الابطال وكرم من قبل الحكومة الاسرائيلية علماً ان جهاز المخابرات في ألمانيا الشرقية هو المؤسسة والمدرب لعدد من كوادر أجهزة الأمن من الدول العربية خاصة اليسارية منها. إن جهاز المخابرات لالمانيا الشيوعية (ستازي) كان له الاشراف الكامل على تلك الاجهزة والسؤال لمن عنده الاجابة: من هو ذلك المسؤول في المخابرات الذي هرب الى اسرائيل ولماذا كرم في اسرائيل؟ وما هو مدى مساهماته في تأسيس المخابرات في الدول العربية؟

لا بد ونحن في لحظات حرجة من تاريخنا ان تكون لنا الشجاعة في نقد الاخطاء وتصحيح ما يمكن تصحيحه. ومع غياب الحرية وسيادة القمع والارهاب يبقى النصر على اسرائيل أو التقدم ضرباً من الأحلام والأوهام.