الانتفاضة واستقالة باراك

TT

ها قد أطل بنيامين نتنياهو برأسه من جديد على ساحة السياسة الاقليمية والدولية بعدما اجبرت الانتفاضة الفلسطينية جنرال الحرب العتيد على الاستقالة، بعضهم وصف هذه الخطوة على انها بمثابة الهروب الى الامام، وآخرون يعتقدون بأنها الفرصة الاخيرة لايهود باراك لأن يبقى متربعا على عرش دويلة اسرائيل بعدما اثبت وعن جدارة بأنه ليس اكثر من هاو في مجال العمل السياسي حيث ان حرفته كجنرال طغت على ما يبدو على وعيه السياسي وإلا فبماذا يفسر لجوؤه الى هذا الكم الهائل من التطرف العسكري والذي لم يسبقه اليه صقور اليمين الاسرائيلي (ان جازت تسميتهم بالصقور) في الوقت الذي بات فيه معظم المهتمين بشؤون هذه المنطقة من العالم يدركون ان الآلة العسكرية الصهيونية غير قادرة على حسم هذا الصراع القديم ـ الجديد في منطقة لها من التاريخ المجيد الشيء الكثير والذي بمقدوره ان يبقي على نبض هذه الامة مهما اصابها من الضعف والمرض.

لقد كان على باراك وغيره من حكام اسرائيل ان يدركوا ان الطريق الوحيد امامهم لاحلال السلام هو ان يستعيد العرب الحد الادنى من حقوقهم، وان كان اليسار واليمين الاسرائيليان لا يدركان هذه الحقيقة فليرجعا. الى تاريخهما الاسود علهما يعيان عبره ودروسه، فمن مجازر دير ياسين وبحر البقر الى مجازر صبرا وشاتيلا وقانا، طريق مليء بالمآسي والآلام والتي لم تمنع القلب العربي من ان ينبض لتستمر الحياة في هذه الامة العظيمة ولتولد من رحمها هذه الانتفاضة المباركة التي ستطيح كل من لا يعترف بهذا الحق العربي المسلوب.