هل يدرك العرب سر قوتهم وضعف إسرائيل؟

TT

الاجتماع الأخير في واشنطن بين الفلسطينيين والاسرائيليين الذي تم عقده بناء على طلب من الرئيس الأميركي بيل كلينتون قبل ثلاثة أسابيع من انتهاء فترة عمله الرئاسي بالبيت الأبيض ما هو إلا سلسلة من الخداع والمراوغات الاسرائيلية بقالب اميركي. ولقد تبين من بعض بنود هذه الاقتراحات الأميركية ـ الاسرائيلية الموافقة على اعادة ثلاثين ألف لاجئ فلسطيني الى بلادهم، بينما العدد الفعلي للاجئين هو ما يقارب الأربعة ملايين مهجَر فلسطيني أُبعدوا من ديارهم بقوة السلاح عامي 48 و67.. السؤال الذي يطرح نفسه: أين يقيم هؤلاء الفلسطينيون والموجودون خاصة في لبنان وفي سورية وفي الأردن وغيرها من الدول؟ وهل يهود الفلاشا ويهود روسيا وأوروبا وأميركا لهم حق العودة الى فلسطين وهم أساساً غير موجودين فيها، بينما نرى ان الفلسطينيين الأساسيين يمنعون من العودة الى أرضهم ووطنهم.

ان اسرائيل ومن خلال الولايات المتحدة تحاول ان تحسم القضية لمصلحة اسرائيل لكن على العرب ان يقفوا الى جانب اخوانهم الفلسطينيين وان لا ينخدعوا بهذه الاقتراحات التي هي لصالح العدو الاسرائيلي الغاشم. ان القدس عربية فلسطينية والمستوطنات التي أقيمت على ارض فلسطين يجب ازالتها وان المهجرين من أبناء فلسطين يجب ان يعودوا الى ديارهم ومساكنهم التي هجروا منها أساساً ويجب احترام المواثيق الدولية الصادرة بشأن القضية الفلسطينية وعدم التراجع عنها مهما حاول اليهود، وعلى الدول العربية والاسلامية والصديقة مساندة الحق العربي الفلسطيني والتلويح بمقاطعة منظمة الأمم المتحدة اذا لم تستجب اسرائيل للقرارات الصادرة عن هذه المنظمة الدولية ويجب ان يفهم العرب ان اسرائيل دولة ضعيفة جداً لأنها قليلة العدد ومحاطة بدول عربية كبيرة العدد والموارد البشرية، وغير البشرية ومع الزمن سترضخ اسرائيل للواقع وللحق.

ان اسرائيل ترفض قرارات الأمم المتحدة وتساندها الولايات المتحدة باستمرار باستخدام حق نقض القرارات (حق الفيتو) الصادرة من مجلس الأمن فهل الدول العربية كبش فداء لهذه المنظمة، خاصة اذا علمنا ان هناك قرارات صادرة عن المنظمة طبقت بكل دقة وأقرب مثال هو العراق، فهل يدرك العرب سر قوتهم وضعف اسرائيل؟