العصر والأمة

TT

ان ما يشهده العالم اليوم من تقدم تكنولوجي مواكب لجميع انماط الحياة لم يأت بمحض الصدفة ولكنه جاء عن طريق توارث العلوم من عصر الى عصر بدءا بدراسة الظواهر الكونية فيزيائية او كيميائية او علوم الاحياء حتى وصل العلم الى ما نحن عليه الآن.

دول العالم المتقدم تحدد في ميزانيتها مبالغ بنسب مئوية كبيرة للدراسات والبحوث العلمية فتقدمهم العلمي والتكنولوجي لا يقف عند حد، حتى اصبحت علومهم وتكنولوجيتهم هي المصدر الاساسي لمواردهم المالية.. اما نحن ابناء ابن سينا والخوارزمي وابن حيان فكل اولوياتنا عند اصدار ميزانية اية دولة من الدول العربية من كل عام لا نفكر الا في تحسين الاوضاع المعيشية والرفاهية والاقتصاد القوي، معتمدين اعتمادا كليا على الموارد الطبيعية غير آنفين بأننا نسمى دول العالم المتخلف ولا نفكر في مستقبل اجيالنا رغم انه اذا اصبحنا منتجين للتكنولوجيا ولدينا صناعات متطورة منافسة للاسواق العالمية مضاف إليها مواردنا التي من الممكن في المستقبل القريب، لا تصبح موارد ذات جلبة اقتصادية، نتحكم في اقتصاديات العالم وفي السياسة العالمية.

ان هناك دولا عربية تتميز برخص الايدي العاملة وبمناخ خصب للصناعة فمن الممكن استغلال ما يدعى بالعولمة الاقتصادية مع الشراكة العربية واستقطاب علماء وصناعيين يابانيين او غربيين لفتح آفاق صناعية وتدريب الكوادر العربية.. ان القطاع الخاص شريك حيوي في التطوير الصناعي وصناعة ما ينافس الاسواق العالمية محليا ومن ثم الخروج الى حيز العالمية.. ولكنه يحتاج الى جرأة ومساعدة من الحكومات ولا يكون الغرض من القطاعات الخاصة فقط هو الربح السريع والوفير بل والمشاركة في التنمية وتحقيق الاكتفاء الذاتي صناعيا.. ان الامر يستوجب دراسات وبحوثا من الدول لاستغلال اجزاء من الميزانيات في تطوير الصناعات فليس من المعقول ان نستورد المواد الاولية بمليارات الدولارات.