إثيوبيا وإريتريا واللعب مع الكبار

TT

إذا تحدثنا عن اتفاقية السلام الأخيرة الموقعة في الجزائر برعاية الأمم المتحدة واميركا واوروبا وأفريقيا، كانت بإرادة الزعيمين ملس زيناوي وافورقي، فأنا لا اعتقد ذلك من وجهة نظري، ففي ما يخص ملس زيناوي اوقف الحرب بعد تحقيق أهدافه بتحرير أراض كانت اريتريا قد احتلتها في سنة 98م من دون معارك، بل غزت اريتريا من كل الجبهات في عمق أراضي اريتريا في المعركة الأخيرة، كما يعلم الجميع سنة 2000م وكوفئت على ذلك الانتصار من الدول الكبرى بمنحة قروض طويلة الأجل بـ 800 مليون دولار ووعود بالمساعدة من اميركا وإيطاليا في حال توقيعها اتفاق سلام نهائي مع اريتريا. وبالفعل حدث ذلك في الجزائر قبل فترة قصيرة، بعد تحقيق الأهداف وإملاء شروط المنتصر على الخاسر، كل الأهداف تحققت.

أما في ما يخص افورقي هذا الزعيم الذي نسي في ما يبدو السبب الذي انفصلت اريتريا عن اثيوبيا والسبب الذي وضع لهذا المنصب الرئاسي من قبل اميركا وبريطانيا سنة 91م ألا وهو محاربة السودان ومحاربة المسلمين المتشددين كما تزعم الدول الكبرى من الدخول في تلك الدولتين وبعد قطع علاقاته مع السودان واستفزاز السودان لجره للحرب معه رفضت السودان كل هذا الاستفزاز بدون الدخول للحرب لعلمها من وراء ذلك المخطط وليس خوفاً من اريتريا كما يعتقد افورقي، هذا ما شجع افورقي للدخول في مشاكل مع كثير من جيرانها متخطياً أو متجاهلاً ما رسم له حيث دخل في مشاكل مع اليمن باحتلاله الجزر اليمنية وكذلك ارسال جيشه لغزو جيبوتي ناسيا اتفاقية الدفاع المشترك بين جيبوتي وفرنسا وعلاقة اليمن بالدول الكبرى اميركا وبريطانيا وفرنسا وهذا ادخل تلك الدول الكبرى في حرج مما يعني تخطيه الضوء الاحمر وتخبطه في تصرفاته. وحينما شعر بخطورة ما ارتكبه من حماقة اراد ان يصلح ما افسده فاحتل اراضي اثيوبية. هنا ارادت تلك الدول الكبرى معاقبته بعدم مناصرة احد الطرفين في حربهما وذلك لعلمها بتفوق اثيوبيا عسكرياً وحينما هزم عسكرياً اوقفت الدول الكبرى الحرب خوفاً من اضعاف حليفهم السابق والمسيحي افورقي ولعدم اعطاء أي فرصة للمسلمين في بسط السلطة على اريتريا. كانت تلك طبخة جديدة مثل الطبخة السابقة، أي الاتفاقية السرية الشهيرة في لندن بعد سقوط منغستو هايلا ماريام سنة 91م بين افورقي وملس زيناوي واميركا وبريطانيا، والذي فضح سره في ما بعد انتهاء شهر العسل بين هذين الزعيمين.. هل يا ترى سيستطيع هذان الشعبان وخصوصاً الشعب الاريتري وهو الطرف الخاسر، معرفة ما وقع في الجزائر اقصد (حجم التنازلات وغيره من الأمور الخفية) الآن أم قريب.