ماذا سيجني البشير من هذه الانتخابات؟

TT

الآن، وبعد ان انتهت مسرحية الانتخابات التي نظمها ووضع قوانينها وعين لجانها نظام البشير وفاز فيها كما كان معلوما مسبقا لكل الشعب السوداني الابي الذي قاطع هذه المسرحية كما قاطعتها الاحزاب الكبيرة المعترف بها (الاتحادي ـ الامة ـ الشعبي) بعد كل ذلك نتساءل ماذا يكسب البشير واعوانه من ذلك؟. فهم اصلا يحكمون البلاد بالسلاح والتسلط ولن تعطيهم هذه الانتخابات الزائفة اي شرعية بل سوف تباعد بينهم وبين تلك الشرعية التي يلهثون وراءها.. الآن ظهرت الحقائق حول هذه الانتخابات وذلك كما ورد في المؤتمر الصحافي والتصريحات التي ادلى بها من شاركوا كمرشحين لرئاسة الجمهورية.. وكما افاد مراقبوهم ووكلاؤهم وهي كالآتي:

* كانت نسبة المشاركة الشعبية لا تزيد على 15 في المائة، وذلك باعتراف الحكومة حتى اليوم السابع.. وفجأة وبعد انتهاء الانتخابات تزعم الحكومة ان نسبة المشاركة 65 في المائة.

* أدار هذه الانتخابات جهاز أمن البشير بشهادة مرشحي الرئاسة.. وتم اعتقال اكثر من وكيل وألغيت النتائج في اكثر من 5 مواقع.

* هناك اكثر من 50 طعنا في نزاهة الانتخابات لم ترد عليها لجنة الطعون والفساد (معينة من قبل البشير)، بل رفضت اللجان رفع الحصانة عن والي الخرطوم ومستشار البشير للشؤون الامنية رغم تورطهما في عمليات تزوير وفساد كبيرة في الدائرة والتي نافس فيها مبارك علي جاد الله كمستقل.

* ادعت النتائج ان 302 الف شخص صوتوا للبشير في مدينة واو جنوب البلاد علما بأن سكان هذه المدينة لا يتجاوز 100 ألف.. وكذلك في راجا ادعت اللجنة ان 64 الفا صوتوا للبشير، في حين ان عدد السكان حوالي 35 الفا.. أليس ذلك مضحكا!

* فاز اكثر من نصف اعضاء حزب البشير بالتزكية لعدم وجود منافسين كنوع من المقاطعة.. فهل هؤلاء يمثلون الشعب.

* تم تغيير قوائم الناخبين في اليوم السابع وبدون الاتفاق مع باقي المرشحين عندما احست الحكومة ان نسبة الاشتراك لم تتجاوز 8 في المائة.. فمن اعد هذه القوائم الجديدة، وما هي طبيعة الاسماء التي شملتها ولماذا لم تعرض على باقي المشاركين؟

* اكتشف مرشحو الرئاسة ان كثيرا من هذه القوائم تحتوي على اسماء اشخاص متوفين واسماء اطفال واسماء مغتربين.

بعد كل هذا السرد.. وبعد كل ما اتضح من عدم شرعية ونزاهة هذه الانتخابات صرح بعض اعضاء المراقبة من منظمة الوحدة الافريقية والجامعة العربية بأن الانتخابات نزيهة.

وقطعا كان هؤلاء يراقبون الانتخابات من شرفة فندق هيلتون ومن داخل العربات الفارهة التي كانت تقلهم حول الخرطوم.. ولله في خلقه شؤون.