مرحى للمرح

TT

نشرت جريدة «الشرق الأوسط» مقالا بقلم الدكتور نجم عبد الكريم بعنوان «طه حسين.. هل ما قرأناه عنه قصة خيالية من نسج بعض الكتاب؟» في عددها 8065 الصادر بتاريخ 27 / 12 / 2000، ويتناول فيه الدكتور نجم مقالا كتبه احد المبتعثين السعوديين في مجلة «الثقافية» التي تصدرها الملحقية الثقافية في سفارة السعودية في بريطانيا.

وانا لم اقرأ المقال الاصلي الذي نشرته «الثقافية» لأنها لا تصلني ولم اجدها في الاسواق في الرياض، لكنني سوف اعقب على مقال الدكتور نجم من خلال المقتطفات التي اوردها من ذلك المقال.

لقد كان الدكتور نجم جادا كل الجد في تعقيبه على المقال المذكور وكان شديد المؤاخذة لكاتب المقال الاصلي، لكنني اعجب من ان الدكتور نجم لم يتنبه الى ان ذلك المقال لا يعدو ان يكون مقالا ذكيا خفيف الظل تناول فيه الكاتب فكرة الدكتور طه حسين التي تتمثل في الشك في وجود الشعر الجاهلي وان ما نظنه شعرا جاهليا انما هو في نظره مما انتحله الرواة واللغويون في عصور التدوين، مستدلا بأدلة كثيرة يعرفها المتخصصون ولا مجال للخوض فيها هنا.

والواقع ان المبتعث السعودي الذي كتب المقال الاصلي قد نجح نجاحا كبيرا في التلاعب بفكرة طه حسين وفي تطبيقها على طه حسين نفسه، مستخدما المنهج نفسه والحجج نفسها، بل والالفاظ نفسها تقريبا التي جاءت في بحث الدكتور طه حسين عن الشعر الجاهلي.

ان ذلك المقال بروحه المرحة ومحاولته تصنع التجهم قد نجح في ان يوقع الدكتور نجم في حبائله وجعله يظن ان ما يقرأه كلاما جادا يستحق اخذه بما اخذه به من الجد والغضب لطه حسين.

تهنئة لمبتعثنا على هذه الروح المرحة، وحبذا لو كان الدكتور نجم عبد الكريم اقل حدة مما كان عليه في مؤاخذة هذا الباحث الواعد.