الوحدة الأوروبية.. فرنسا تخشى التوسع نحو الشرق

TT

تعليقا على ما نشر، حول الخلاف الفرنسي ـ الألماني، الذي برز في القمة الأوروبية في مدينة نيس الفرنسية يناير (كانون الثاني) 2001، يقول الجنرال الفرنسي شارل ديغول: «.. ما هي الأعمدة التي نبني أوروبا عليها؟..»، ويجيب: «.. إنها الدول، التي هي بالتأكيد كثيرة الاختلاف عن بعضها البعض، فلكل واحدة روحها وتاريخها ولغتها الخاصة بها، وآلامها وأمجادها وتطلعاتها..». نلاحظ أن الموقف الفرنسي من الوحدة الأوروبية قد تأرجح بين الرفض والمباركة، وهذا الموقف في الستينات زمن الجنرال ديغول، حيث التأكيد على أن مضمون الوحدة هو مضمون تعاون لا مضمون توحيد، وأن أساس التعاون هو الاعتراف بوجود حقائق أولية لا تمس، وهي حقائق الأمة ـ الدولة.

ونلاحظ أن الموقف الفرنسي قد تكرر مع جاك شيراك في عام 1978، بعد اجتماع الدول الأوروبية في بروكسل، حيث فرنسا لا يمكن أن تصبح دولة تابعة فاقدة لشخصيتها القومية في وحدة أوروبية ذات هيمنة ألمانية!. وعند وصول شيراك إلى الأليزيه، تكررت المعارضة الفرنسية من جديد، وهذه المرة خشيت فرنسا من أن يؤدي الامتداد نحو الشرق (دول أوروبا الشرقية)، إلى تغيير في ميزان القوى، حيث تصبح ألمانيا في مركز الجماعة الأوروبية!. ونلاحظ أيضاً، ان فرنسا قد عارضت انضمام بريطانيا، التي لم تدخل إلى الجماعة الأوروبية إلا في تاريخ 22 يناير (كانون الثاني) عام 1972، لكن فرنسا قامت بالتوقيع على معاهدة مع ألمانيا «ديغول ـ والمستشار الألماني اديناور» عام 1963، جاءت تتويجا لمحاولات ما عرف بلجنة «فوشييه» في عام (1961 ـ 1962). وفي عام 1969 بعد وصول الرئيس الفرنسي «جورج بومبيدو» إلى السلطة، حيث بدا متحمسا لرؤية أوروبا موحدة وتجاوز كل ما يعترض ذلك.

إن موضوع الوحدة الأوروبية كان ولا يزال مثاراً للجدل والتنافس في أوروبا وخارجها.