وقفة مع تبرع الرئيس صدام لفقراء أميركا

TT

تناقلت الصحف العربية المختلفة المحلية والدولية، ومنها «الشرق الأوسط»، يوم الثلاثاء الموافق 2001/1/16، خبراً من بغداد، مفاده أن الرئيس العراقي صدام حسين قد تبرع بمبلغ 100 مليون يورو (ما يقارب 95 مليون دولار أميركي)، لفقراء أميركا من السود.

أليس من الأجدر أن يخصص هذا المبلغ الضخم لفقراء العراق، ينفق ليرفع من حياتهم المعيشية التي تضررت نتيجة الحصار المفروض على العراق منذ عام 1991، الذي يمثل الفقر الأغلبية الساحقة منه؟، أم أصبح الآن لدى العراق مخزون نقدي وفائض عن حاجة الشعب ليتبرع به للآخرين!.

إذا كان الأمر كذلك، فكان من باب أولى أن يتبرع بهذا المبلغ لبلاد إسلامية منكوبة لا يجد سكانها ما يسدّ رمقهم، مثل فلسطين والشيشان وكشمير وجنوب الفلبين وغير ذلك من الدول الإسلامية في أفريقيا وغيرها من البلدان الإسلامية التي تستحق المساعدة. لا أن يدفع لفقراء أميركا التي تدفع حكومتهم (ديمقراطية أو جمهورية) مليارات الدولارات لإسرائيل على شكل مساعدات عينيّة (عسكرية أو اقتصادية)، ناهيك بالمساعدات النقدية التي تقدم أيضا. أليس (جحا أولى بلحم توره)؟ هل تعجز أميركا عن مساعدة شعبها ليقطع من قوت أهل العراق المحاصرين، الذين هم بأمسّ الحاجة إلى هذا المبلغ لمساعدة أناس موجودين في دولة تعتز أنها دولة كبيرة ووحيدة في العالم ومسؤولة عن شعبها وعن جرائم إسرائيل، التي ترتكب المجازر يوميا بحق الفلسطينيين والعرب.

نرجو وقفة مع النفس ووقفة مع محاسبة الذات، وكلكم راع وكل راع مسؤول عن رعيته.