الاجتماعات الفلسطينية الإسرائيلية هل هي لوقف الانتفاضة؟

TT

مما لا شك فيه ان الانتفاضة الفلسطينية جاءت متوافقة مع توجهات جميع الحركات الاسلامية التي تتبنى الكفاح المسلح كوسيلة وحيدة لتحرير الارض بالاضافة لبعض الحركات الكفاحية، ولكن ماذا جنت السلطة الفلسطينية منها حتى الآن؟ اندلعت الانتفاضة بسبب شرارة شارون التي اشعلت فتيل الاخفاقات التفاوضية التي ايقن الشارع الفلسطيني بأنها لن تتحول الى نجاحات ابدا. وتعاملت السلطة الفلسطينية معها كحركة شعبية غير منظمة (كما جاء على لسان احد مسؤوليها في احد البرامج التلفزيونية) يمكن اخمادها بعد ان تكون قد اثرت على المفاوض الصهيوني كورقة ضغط لصالح الفلسطينيين، فهل استفادت منها السلطة للضغط على الطرف الصهيوني ام ان جميع الاطراف المفاوضة منها والراعية اتفقت على وأدها في اشهرها الاولى لكي لا تتأصل عند الشارع الفلسطيني كبديل للمفاوضات لاسترجاع حقوقه المشروعة.

تعنت الاسرائيليون ومن خلفهم الاميركان عندما وضعوا الموافقة على رفض (عودة اللاجئين) كأساس للتفاوض حول المسائل الاخرى كالسيادة على القدس وازالة المستوطنات من محيط الدويلة الفلسطينية وغيرها. وها هم يحاولون بحركة خبيثة واجتماع مشبوه شل الانتفاضة التي بدأت بالانتظام عن طريق عمليات مدروسة هزت المجتمع الصهيوني.

الغريب في الامر ان هذا الاجتماع في معظم حيثياته يذكر باجتماع مكافحة الارهاب الفلسطيني (العمليات الفدائية) عام 1996.

ولكن هل المسألة الأمنية مستقلة عن مسائل المستوطنات والقدس واللاجئين لكي يخصص لها الراعي الاميركي اجتماعا منفصلا يتجاهل كل تلك المسائل!! الا اذا كان هذا الاجتماع وغيره من الاجتماعات التي لحقته في صالح الصهاينة جملة وتفصيلا.

يحدث المرء نفسه احيانا بأن هذه الاجتماعات هي لوقف نزيف الدم الفلسطيني ولكن سرعان ما يتراجع ويسأل نفسه كيف تكون كذلك وقد انعقدت من دون شرط وقف لاطلاق النار وبابتسامة لا اعرف لها عنوانا طبعت على فم مسؤول الامن الفلسطيني عند مصافحته لأيدي الصهاينة الملطخة بدماء شعبه. ان التعامل مع الانتفاضة يجب ان يكون كبديل للخيار التفاوضي الذي تدعمه بعض الدول العربية املا في استمرار المساعدات الاميركية السنوية متجاهلة لثلاثة ارباع الشعب الفلسطيني المتمسك بالانتفاضة والتواق لعز الشهادة بدلا من الذل الصهيوني والذي يفهم اكثر من غيره المثل القائل «كيف اعاودك وهذا اثر (طلقك)» فيما المفاوضون المفلسون يركضون وراء سراب وعود احفاد عرقوب.