العراق.. ما قصة التمادي بالمطالبة بالكويت؟

TT

حان للنظام العراقي فهم أن صب النفط على النار يقتلنا نحن فقط كشعوب عربية. ما قصة هذه المطالبة المتمادية بالكويت؟ ليس له الحق ولو ساق كل حجج التاريخ إلى جانبه وكل استعراضات القوة، وسنثبت له ذلك وفق معيار موضوعي: الإنسان أولاً وأخيراً.

ـ الكويت الآن دولة قائمة بناسها ولا يحق لأحد تغيير حدودها بالقوة تطبيقاً لشريعة الغاب.

ـ الأرض إن لم تكن لشعبها فلمن تكون؟ وإن لم تتلون بنكهة أبنائها فبأي لون؟ في الكويت بشر قانعون بدولتهم بغض النظر عن رأيهم في طبيعة النظام سلباً أم إيجاباً، ولهم الحق بتقرير مصيرهم. لا نجد استفتاء واحداً طلبت فيه الأكثرية الانضمام إلى العراق.

ـ ليس هناك عراقيون نزحوا عن الكويت ويطلبون الآن حق العودة على غرار قضية فلسطين الجوهرية: شعب خارج أرضه.

ـ مخيف أن نرى تشابهاً في الحجج التاريخية لكل دولة كبرى طامعة بجارتها الصغرى لكأننا أسرى التاريخ ولما نتحرر، أو في بيئة سمك كبير يأكل الصغير. وبهذا المنطق سيلف طوفان الهمجية الكرة الأرضية.

ـ كفاك أيها النظام العراقي لعب دور «فزاعة الكلام» بتصاريح من معجم ما قاله السيد عدي صدام حسين عن خريطة العراق الكبرى. هذا أوصلنا دائماً إلى رفع أسهم شركات بيع السلاح وتعزيز صفوف «الضيوف» مشاة البحرية، وزاد الفقراء والضعفاء في بلاد الرافدين والعرب.

ـ ماذا يريد النظام العراقي بعد من الدنيا؟ كان العراق غنياً ثقافة واقتصاداً. وكان العراق يتمتع باحتياط أدمغة وقد هاجر، وبثاني احتياطي نفط عالمياً وقد وئد في آباره. وكان العراق حامي العروبة وقد عزل، ونموذج الدولة المثالية وقد اندثر... كان بكيانه يشبه دجلة والفرات فماذا يريد من دولة صغيرة؟ هناك بدائل علمية كثيرة عن توسيع منفذ شط العرب شرقاً وغرباً بحجج تراثية وهت بمرور الزمن.

ـ تخيلوا ماذا كان شأننا لو صرفت خسائر حربي الخليج الأولى والثانية (وكان يمكن تجنبهما بالتي هي أحسن) والمقدرة بألف مليار دولار على التنمية العربية، على الاستثمار بالإنسان بدل الرمال والخلجان.

ـ يا النظام الذي جرّب كل سلاح إلاّ الأخوة (مهما كانت صعبة)، ما رأيك لو تحاول عاجلاً؟

ـ أشعر بقنوط ويأس من رمينا حضارتنا وراءنا والعودة إلى مناقشة البديهيات المسلّمات، والعيش كما في عصور أوروبا الوسطى، والدخول في جدال مع عراقنا، عراق السياب والبياتي والجواهري والرصافي، العراق السابر عميقاً في نبضات الحضارة. يا عراق لا تطل الغربة، عد إلينا قريباً فنحن نحبك.