نشرت «الشرق الاوسط» بتاريخ 2001/1/15 العدد 8084 ونقلا عن مراسل لوكالة فرانس بريس في اسطنبول نبأ يتحدث عن صدور مؤلف للسيد عبد الله اوجلان تضمن تهجما على النساء الكرديات باسلوب «كشف عن احتقار عميق لنساء شعبه» على حد قول الوكالة.
ولما كنا من الحريصين على مصداقية ونزاهة صفحات هذه الجريدة، كما عودتنا، كان لنا هذا التصويب، انصافا للسيد عبد الله اوجلان وردا على حملات التشويه المغرضة التي يتعرض لها:
1 ـ ان الكتاب الصادر في اسطنبول يحمل اسم «كيف نعيش» وليس «كيف تعيش» وقد صدرت الطبعة العربية منه في عام 1995 وبالتالي فإن تاريخ تأليفه يعود على الاقل الى عام 1994، لا كما نقلت الوكالة بأنه ألف في فبراير (شباط) 1996.
2 ـ ان السلسلة التي كتبها السيد عبد الله اوجلان تحت عنوان «كيف نعيش»، والتي صدر منها لغاية الآن ثلاثة اجزاء، عبارة عن دراسة اجتماعية سياسية باسلوب علمي للهياكل الاجتماعية السائدة في المجتمع الكردي. ويسعى اوجلان الى ولوج مجال من المجالات التي طالما بقيت بمنأى عن الدراسة اذا لم نستثن مؤلفات البروفيسور وعالم الاجتماع التركي «اسماعيل بيشكجي» الذي برز وابدع في هذا النطاق.
ويحاول اوجلان من خلال مؤلفاته هذه تسليط الضوء على العلاقة الجدلية بين الحالة المجتمعية للشعب الكردي وسنوات القهر والاضطهاد التي تعرض لها على ايدي الدول الغاصبة لوطنه وما افرزته من تشوهات تعاني منها لغاية الآن الامة الكردية.
وتمتاز هذه السلسلة بغناها الفكري وسلاستها. وقد اعتمد السيد اوجلان اسلوب الدمج بين الجوانب النظرية والعملية وذلك من خلال حوارات حية مع شخصيات تساهم في توسيع النقاش حول المواضيع التي يتعرض لها. ان ما نقلته وكالة فرانس بريس عن مؤلف السيد اوجلان هو اجتزاء محرف لا يمت للمؤلف بأي صلة، فالسيد اوجلان عرف بين ابناء شعبه ومنذ سنوات كفاحه الاولى كمناضل ومناصر لقضايا تحرير المرأة وتقدمها وهو الذي قال: «المرأة الحرة تعني كردستان حرة» وقال في مكان آخر «كيف يمكن ان نسمي الرجال رجالا وهم من دون وطن ومن دون حرية ومن دون قوة» ونشر هذا النبأ من قبل الوكالة يأتي في سياق الحملة المستمرة على شخص السيد اوجلان من قبل تركيا وحلفائها وبقصد تشويه صورته وسمته لدى كل الذين حظي باحترامهم وتقديرهم.
وللعاقل ان يسأل ما الذي حدا بالسلطات التركية الى منع تداول الكتاب ما دام فيه هذا التهجم على نساء الشعب الكردي كما تدعي فرانس بريس؟