رسالة منا

السويد مظلومة

TT

رسائل القراء تعامل تماما مثلما تعامل مقالات كتاب الرأي، اي انها تعبر عن آرائهم، وهي آراء تتقلب بين الاعتدال والحدة احيانا.

وامس الاول حمل بريد «الشرق الأوسط» رسالة من قارئ في استوكهولم شن فيها هجوما حادا وعنيفا على ما اعتبره «تصرفات وسياسات عنصرية» قال انها بدرت عن بعض البلديات السويدية. ودفعت هذه الرسالة قارئين اخرين للاتصال بـ «الشرق الأوسط» امس للتعبير عن ضيقهما مما كتبه القارئ سليم سيدا وقالا انه عمم اتهاماته على جميع السويديين واطلق اتهامات «الشذوذ العنصري» و«السياسات الشوفينية» على السويد كلها، وهو موقف فيه الكثير من التجني على دولة تستضيف اعدادا كبيرة من اللاجئين والمقيمين العرب. واضاف القارئان ان مثل هذه المواقف الحادة والمتجنية لا تخدم قضية اللاجئين في البلدان التي تستضيفهم، بل تنعكس سلبا عليهم، وان هناك مؤسسات قانونية وجمعيات انسانية يمكن اللجوء اليها في حال وقوع تجاوزات، بدل الهجوم الجارح على بلد بأكمله وعلى شعبه.

ان رسالة القارئ الاول واتصال القارئين الآخرين تطرح قضية مهمة بالنسبة لاسلوب الحوار واهمية عرض القضايا بشكل موضوعي بناء وتجنب الهجوم والتجريح باعتبار ان ذلك هو الطريق الانجع والاسلم للوصول الى الحلول. والسويد بلا شك ليست الدولة الوحيدة التي تستضيف لاجئين يواجه بعضهم مشاكل في وقت تصبح فيه قضية اللجوء ملفا مفتوحا للجدل الواسع في كل اوروبا. والدليل على ذلك انه في اليوم نفسه الذي نشرت فيه رسالة القارئ سليم سيدا نقلت الوكالات نبأ اشتباكات بين مهاجرين شرق اوسطيين والشرطة في احد معسكرات اللاجئين في استراليا، ونبأ آخر عن بدء اسبانيا تنفيذ حملة لطرد جميع المهاجرين غير الشرعيين وبينهم نسبة كبيرة من العرب.

ان السويد التي تحتضن جوائز نوبل بمختلف فروعها الانسانية والعلمية والاقتصادية معنية بلا شك بالمعالجة الانسانية لقضايا اللاجئين، وهي بلا شك تظلم لو قيل انها الدولة الوحيدة التي يواجه فيها بعض اللاجئين مشاكل من نوع او آخر. والقارئان اللذان اتصلا بـ «الشرق الأوسط» كانا محقين في محاولة انصافهما الدولة التي استضافتهما مثلما استضافت غيرهما من اللاجئين.

«الشرق الأوسط»