أيها المثقفون حدّدوا لنا معنى الثقافة

TT

ورد في جريدتنا الدولية، في أعداد متلاحقة، أن هناك أزمة بين مثقفي مصر ووزير الثقافة المصري، بخصوص اصدارات تمّت عن طريق قصور الثقافة وهي ثلاث روايات لبعض المثقفين، وإن كان لي تعليق أود إيجازه في الآتي:

بداية، ربما نختلف في وجهات النظر ونتباين في الآراء وردّات الفعل في موضوع عام معين أو جزئية منه، وهذا أمر طبيعي بل محبوب. وهذا التعارض ربما يلقي الضوء على أجزاء غامضة في الموضوع فيوضحها ويجليها، وهذا هو المراد والمطلوب. وربما يلقي هذا التعارض بضبابه على الموضوع فيجعله أكثر غموضاً وأكثر لبساً، وهذا مخيّب ومرضي. وهناك من الأمور التي لا يمكن الاختلاف عليها، كالدين والمبادئ والقيم، فهي تخصّ الكافة وتُسيِّر حياة العامة، والمفروض منا جميعاً أن نسخّر الكل لزرعها ورعايتها لنجني ثمارها جميعا. أما أن نختلف عليها، فهذا مرفوض ومذموم لأنه أداة هدم ومِعْوَل تكسير ولن ادعي أني من نخبة المثقفين أو المبدعين أو الساسة أو رجال الدين، لذا أحب بصفتي رجلا أحاول أن أكون مثقفاً ومدافعاً عن قيمي ومبادئي وديني أن أتساءل.

هل هناك معايير محددة توضح ما هو ثقافي وغير ثقافي؟، وما هو مقياس المثقف الزين والمليح والشين، ما الفرق بين الأمي والأبيْ..!. وهل الإباحية ثقافة أو تثقيف؟، وهل ولائم الأخ حيدر أضافت للثقافة وازدرائها للأديان؟، بل هي الرفس الشرقي والمسرح الغربي والسينما الجنوبية وموسيقى الجاز؟، وهل موسيقى البترول مش أحسن لأنها ليست ثقافة.

أيها المثقفون المحترمون حددوا لنا معنى الثقافة، حتى نتعلم وبالتالي نتكلم ونفهمكم ونستريح من مشاكل ما أنزل اللّه بها من سلطان.