خيار العرب الوحيد تقوية قدراتهم العسكرية

TT

لقد فاز أرييل شارون في الانتخابات الاسرائيلية الأخيرة ولم يتمكن إيهود باراك من تحقيق الفوز وهذا يدل على ان الصهاينة يؤمنون بتبادل الأدوار في إدارة مؤسستهم العسكرية فجميع من تعاقبوا على الحكم في اسرائيل هم من العسكريين المدربين من مناحيم بيجن إلى شامير ونتنياهو مروراً بباراك وأخيراً شارون فعلام يدل هذا؟ إنه يدل على ان اليهود متمسكون باستراتيجيتهم العسكرية القمعية للشعب الفلسطيني وبالتالي لجميع الشعوب العربية والاسلامية.

وماذا يعني منطق القوة التي يتمتع بها الكيان الصهيوني وما على العرب قاطبة إلا ان ينسقوا مواقفهم وقواتهم وذلك لمجابهة الخطر الصهيوني الذي يهددهم جميعاً من دون استثناء. إن أول تصريح لشارون بعد فوزه في الانتخابات هو ان عملية السلام الموقعة مع الفلسطينيين في أوسلو قد ماتت. وهذا يدل على ان اليهود لا يلتزمون بمعاهدات ومواثيق من سبقهم في التوقيع عليها مخالفين بذلك جميع الأعراف الدولية.

العرب أمامهم طريق واحد هو تقوية قدراتهم العسكرية بالتنسيق في ما بينهم ويا حبذا لو تم التنسيق مع جمهورية إيران الاسلامية وكذلك جمهورية باكستان لأن القدس ليست للفلسطينيين وحدهم وإنما هي للأمة الإسلامية عامة. وأنا على يقين بأن محادثات ما يسمى بالسلام الفلسطينية ـ الاسرائيلية إذا ما استؤنفت وهذا احتمال ضئيل، فإن هذه المحادثات سوف تدور في حلقة مفرغة مثلها مثل سابقاتها من المحادثات مع رؤساء إسرائيليين سابقين.

فهل يدرك العرب الخطر الذي يهددهم؟ أم أنهم يوكلون الأمر للسلطة الفلسطينية التي لا تملك من القوة ما يجعل اليهود يحسبون ألف حساب عند المحادثات؟ يجب إحياء منظمة الدفاع العربي المشترك ويجب فتح المعامل الاستراتيجية والحصول على الأسلحة النووية، لأن العدو الصهيوني لا يفهم إلا لغة القوة وما دام يملك جميع أنواع الأسلحة من تقليدية وبيولوجية وجرثومية ونووية فهو بذلك يضمن تفوقه، فإذا ما أحس أن العرب لديهم القوة المماثلة فإنه بذلك يرضخ للواقع.