زعماء إسرائيل يتلاعبون بالمناصب ويقدمون المصلحة العامة على الخاصة

TT

في العدد 8143 يوم 15/3/2001، كتبت هدى الحسيني وبعنوان (بيريز شارك في حكومة شارون لاسقاطها) لا اعرف هل وصل بالعرب افتراض حسن النية من الصهاينة الى هذا الحد ناهيك عن افتراضية تلاعب زعماء صهيون بالمناصب وسياسة تقديم المصلحة العامة عن المصلحة الخاصة وتدويخ المفاوض الفلسطيني حتى يرضخ والا فما يبرر استقالة باراك ومن ثم يعيد ترشيح نفسه للانتخابات مرة اخرى وحتى لو وصلت الحسيني لمبرر كان قد وقع على الساحة الاسرائيلية نتيجة للانتفاضة الفلسطينية فانا اجزم بأن كل ما يحدث على الساحة الاسرائيلية ما هو الا مخطط.

فمن سمح لشارون بالدخول للمسجد الاقصى تحت حماية الجنود الاسرائيليين هو باراك بعينه، فكيف يقف شارون ضد حكومة الطوارئ التي كان باراك في صدد تأسيسها، ولا اريد الاطالة في الحديث وجمع كل الفرضيات من واقع شخصي بعيد عن الاجواء السياسية وما يحدث في الصالات المغلقة، وارغب في التساؤل هنا من الذي عين بيريز وزير خارجية أليس هو شارون ولو كان لشارون نظرة سياسية خاصة تجاه الحزب المنافس على السلطة.. باختصار «عملية واحد يكيس وواحد يتيس» وهذا تكنيك مستخدم في الحياة العملية وليس سياسيا وحسب، وحتى لو افترضنا بأن بيريز يرغب في اسقاط شارون أليس هو وزير خارجيته، وبسقوط شارون من المفترض ان تنتهي حياة بيريز السياسية نهائيا فكما اوضحت الكاتبة بأنه في السبعينات من عمره ولا اعتقد انه سوف يرشح نفسه رئيس وزراء بعد فشله في انتخابات سابقة.

ولو افترضنا حب بيريز للسلام وللعرب عامة والفلسطينيين خاصة، فهل تعتقد هدى الحسيني ان شارون غشيم الى هذا الحد ولو كان غشيما أفلا تعتقد الحسيني انه سيقرأ مقالتها او احد موظفيه المختصين ما تنشره كل وسائل الاعلام العربية ولو فرضنا ان الكاتبة تشعل المواقف بين الاطراف الاسرائيلية وهذا بعيد عن شارب الحنكة العربية، فكيف تشعلها وهي مبرمة ومبلورة ومدرجة ومخصرة، فهل وصلت حسن نياتنا وطيبة قلوبنا الى هذا الحد ولو كان هذا حالنا بالقطع لكان العرب جسدا واحدا.

انتهي هنا بالاشادة بهدى حيث انني من المعجبين بكتابتها ويمكنها الرد للاستفادة العامة والخاصة.