ردا على فهمي هويدي.. لماذا غضبتم من الوزير الافغاني عندما اعترض على تماثيل في بيتكم

TT

تعقيباً على مقالتكم التي نشرت بجريدة «الشرق الأوسط» بعددها رقم 8134 وتاريخ 7 مارس 2001م وذلك بخصوص ما قامت به حركة طالبان الحاكمة في أفغانستان من تدمير لتماثيل بوذا، واحترم دائماً كتاباتكم الرزينة والواعية، واكثر ما اعجبني في مقالتكم تلك إشارتكم لجهة عدم وجود استنكار مماثل من الدول والمنظمات الدولية ومنها منظمة اليونسكو بنفس الزخم والتحرك عندما هدم المتعصبون الهندوس مسجد بابري بالهند عام 1993م أو عندما قام الصهاينة باحراق المسجد الأقصى... وقد أحسنتم صنعاً عندما ختمتم مقالتكم بهذه الحقائق.. ولكن يبقى أن أتساءل ما فائدة ان يضع كاتب اسلامي مرموق له مكانة وسمعة طيبة لدى مختلف شرائح المجتمع الإسلامي تماثيل جلبها من بلاد الفرنجة ليزيِّن بها مكتبه، ناهيك عن استنكاركم لامتعاض ضيفكم وزير الصحة بحكومة طالبان عندما رآها وهو بصحبتكم عندما ادخلتموه إلى المكان الذي أشرتم إليه أن يؤدي به صلاة العصر، ونحن نعلم أنه تكره الصلاة في مكان توجد به صور... لا أدري لماذا صلى ضيفكم منفرداً هل جاءكم بعد صلاة العصر فإن كان كذلك كان الأجدر من منطلق الحديث الشريف عندما جاء رجل إلى المسجد بعد أن أديت الصلاة فقال الرسول صلى اللّه عليه وسلم «من يتصدق على هذا».

مثلاً كان الأفضل ان تتصدق عليه وتصلي معه جماعة ولو على سبيل الضيافة ونيل الأجر لكم وزيادة درجات ضيفكم. وكنت أتمنى عليكم الا توردوا هذه الشهادة من باب «لا خير في سر يبديه القبيح» لا أدري ما وجه المقارنة بين تدمير تماثيل بوذا وبين تلك الحادثة؟ ومع احترامي لخصوصياتكم أرى من منطلق توجهكم وطروحاتكم وآرائكم الا فائدة أن يقتني أمثالكم من أعلام الكتاب المسلمين تماثيل تحت أي ذريعة كانت، وعدم تقليد غير المسلمين.. في تلك العادات، طبعاً لا أعتقد أن شائبة تشوب معتقدكم ولكنها ملاحظة من أخ غيور يتوسم أن تكونوا في منأى عن ما يسلكه العامة أو يتباهون به من مقتنيات وتماثيل يزينون بها مكاتبهم أو بيوتهم.

نحن نعلم أن تماثيل بوذا التي دمرها جنود طالبان بالمدافع والصواريخ لا علاقة لها منذ دخول الإسلام في تلك البلاد بتوجهات المسلمين وأنها مجرد آثار كغيرها تنشر في كثير من البلاد الإسلامية ولم يلتفت إليها أحد ولا خوف على الإسلام منها، فمن صنعها وقدسها هم من أهل تلك البلاد قبل آلاف السنين، ولكن نحن المسلمين لا يسوغ لنا أن ندافع هذا الدفاع المحموم أكثر من دفاعنا عن الانتهاكات التي تمارس ضد المقدسات الإسلامية.. ولكن لا مانع أن نشير إلى أن تصرفات حركة طالبان الأخيرة بتدميرها آثاراً بوذية يمكن أن تؤدي بالجماعات البوذية إلى ردة فعل نحن في غنى عنها ويكون دفاعنا بذلك هدفه سد الذرائع على المتربصين بمقدسات المسلمين ويكون دفاعنا من هذا المنظور دون سواه. وعدم الخوض في أمور تخص العقيدة ومنها كراهة الصلاة في مكان به تماثيل ونسخر من معتقدات صحيحة لإثبات أن ما قام به ضيفكم بمنزلكم موقف لا ينم الا عن جهل يقارن بجهل حكومته بتدميرها تماثيل بوذا! فهذا خلط في غير مكانه..