هدم التماثيل.. ورقة سياسية تلعب بها طالبان في الساحة الدولية

TT

قرأت في عدد 8142 بصفحة «الرأي» مقالا بعنوان «ان لم تنصروا الحق.. على الأقل فاصمتوا»، وتعليقي على هذا المقال يتجلى في نقطتين اثنتين.

النقطة الاولى: اتفاقي مع صاحب المقال حول هرولة بعض علماء الدين، وارسال بعض الوفود الى افغانستان حول هدم التماثيل وموازاة مع هذا الاهتمام اين غاب عندما تم احراق المسجد الاقصى على يد احد الصهاينة، وهذا يدفعنا الى وضع هذا التحرك في خانة البروتوكولات السياسية او اعطاء الضوء الاخضر من طرف الولايات المتحدة الاميركية.

اما نقطة اختلافي مع صاحب المقال فتتجلى حول فعل طالبان، اذ لو كان بدافع تغيير المنكر او من أجل نصرة التوحيد لكان الهدم مرة واحدة وليس بالتباطؤ واعلان الهدم ثم استئنافه الى غير ذلك او بأحرى فعل حق يراد به باطل. وبالتالي فهي ليست سوى ورقة سياسية تلعب بها طالبان في الساحة الدولية، لكسب بعض مصالحها او لتحصيل مطالبها، ومما يعضد رأي القاعدة الشرعية، درء المفاسد مقدم على جلب المنافع. وانا لا اعني هنا مصلحة ابقاء التماثيل من اجل السياح او انها جزء من الارث الحضاري، انا ضد هذا الكلام المعسول، بل اعني هنا المصلحة الشرعية، اي عندما يتم هدم تمثال يرمز للآخر بقدسية رغم باطليته، سيقوم آخر باحراق القرآن الكريم وقد شرع في هذا الفعل الشنيع، وكذلك قد يصل هذا الانتقام الى احراق المساجد وهذا ما نخشاه، خاصة بالنسبة للاقلية القاطنة في بعض الاصقاع الاسيوية، هذه إذاً مضرة للاسلام والمسلمين. وحتى لا يكون كلامي خاليا من دليل شرعي فالله عز وجل يقول في كتابه العزيز «ولا تسبوا الذين يدعون من دون الله فيسبوا الله عدوا بغير علم كذلك زينا لكل امة عملهم ثم إلى ربهم مرجعهم فينبئهم بما كانوا يعملون»، وختاما ان كلامي لا يختزن ان طالبان لا يمثلون الاسلام الصحيح، هذا اللاتمثيل واقع في مختلف ارجاء العالم، وبالتالي قبل التحقيق مع طالبان حول ممارسة الاسلام الصحيح يجب ان يبدأ المحقق بنفسه اولا.