الشعوب والحكام.. «كما تكونوا يولى عليكم»

TT

نحن شعوب ولنا حكام، وقد انتشرت فكرة فصل الشعوب عن الحكام، فيقال: ان المشكلة ليست في الشعوب بل في الحكام.

وقد راقت هذه الفكرة لجمهور الشعوب والاعلاميين، لأنها تزيل عن عواتقهم كل ما يجري للعالم العربي من انتكاسات وأخطاء وتحملها للحكام فقط.

فنحن شعب لا حول لنا ولا قوة، لسنا نحن الذين ضعفنا هنا وجبنّا هناك، وعجزنا عن اتخاذ القرارات الشجاعة والصحيحة، كل ذلك خطأ الحكومات.

ولكن ورد في الأثر: «كما تكونوا يولّى عليكم».

وعندما تتأمل بعين المنصف الذي لا يبحث عن التنصل من أي مسؤولية ورميها على عاتق الحكام، عندها قد توافقني الرأي في ان الحكام غالباً ما يمثلون عامة الشعب، ويتخذون قرارات استوحوها من روح الشعب.

فهل تظن اننا لو امكن فرضاً ان نعزل جميع القادة العرب ونضع مكانهم واحداً يمثل رأي عامة الشعب؟ هل تظن ان ذلك سيغير شيئاً من واقعنا؟ ربما تظن ذلك انت.. وانت ـ أخي القارئ الكريم ـ حر في رأيك ولكني أرى ان الفارق لن يكون كبيراً.

لست هنا أخلي ساحة الحكام من المسؤولية والأخطاء ولكني أقول ان الشعوب شريكة مع حكامها في كل نكسة او عزة.

هذا الغالب في الحكام. ولست ادخل معهم الحكام ذوي الآراء الشاذة، والذين تجمع غالبية شعوبهم على مخالفتهم، ولكنهم مغلوبون على أمرهم.

هذه رسالة أوجهها للشعوب العربية وليس للحكام الذين دائماً ما توجه لهم الانتقادات ويلقى عليهم اللوم.

رسالة أوجهها للشعوب العربية: فكونوا ما تريدون ومثل ما ستكونون سيكون حكامكم.