وادي حلفا.. آصرة السودان ومصر

TT

مدينة وادي حلفا الحدودية تربط حركة العلائق الممتدة بين شطري وادي النيل مصر والسودان، ففيها الميناء النهري الذي يربطها بأسوان على الجانب المصري. وقد قدمت المدينة ومنطقتها الخلفية الممتدة عبر الولاية الشمالية من السودان تضحيات جسيمة بذهاب المدينة القديمة بكاملها تحت اليم نتيجة إغراقها بمياه بحيرة النوبة المتشكلة من السد العالي.

والمنطقة النوبية تعد واحدة من حاضنات الحضارات الإنسانية العريقة، وأدى قيام السد إلى تهجير أهالي وادي حلفا إلى موطن جديد لهم في شرق السودان، وبقي بعضهم متمسكاً بأرض الأجداد والحضارات إلى أن نما الموقع وأصبح مدينة كاملة اليوم تلعب الدور ذاته المعهود في ربط شطري الوادي.

ولأن مدخل التكامل الطبيعي بين البلدين يتمثل في ترابط البلدين عبر النيل، فإنه لا بدّ من إعادة تعمير وادي حلفا والولاية وتنشيطها عبر ربطها بالطرق المرصوفة بمدينة أبو سمبل، إضافة إلى قيام مشاريع استثمارية مشتركة، خاصة في النشاط التعديني، على أن يتم إمداد المنطقة بالطاقة الكهربائية المتولدة من سد أسوان العالي، لأن الكهرباء ضرورة حياتية وتنموية، وإمداد المنطقة بها واجب، ولا نعتقد أن مصر ستبخل عليهم بذلك، وهي صاحبة الأفضال العديدة.