رسالة من مواطن عربي للفارس عمرو موسى

TT

لن تصل رسالتي هذه قبل انتهاء القمة التي اجمعت على ترشيح الفارس عمرو موسى لامانة الجامعة العربية، لكنها على الاقل سوف تصل قبل توليه مقاليد الامور، وهذه اول رسالة من مواطن ينتمي لثلاث دول عربية، الى الفارس عمرو، فإن اعجابنا وتأييدنا لك يجعلنا نطمح في ان تقود السفينة الى ما نحلم به وما تأخر كثيرا، خصوصا اننا لم نر حتى الآن برنامجا واضحا تقدمت به للجامعة ولا نعرف عنك سوى مواقفك الشجاعة وشعبيتك غير المحدودة في العالم العربي. واليك بعض النقاط لتدونها بمفكرتك قبل ان تأخذك مشاكل الجامعة العربية الادارية وتمويلها وتقليص ميزانياتها وغيرها من المشاكل الروتينية.

أولا: على صعيد الازمات: المطلوب الآن فك الحصار عن ثلاثة ملايين عربي معرضين للموت جوعا اذا لم تشكل جبهة ضغط عالمية للحيلولة دون الحصار الاقتصادي الذي فرضته اسرائيل على الضفة والقطاع، وان يكون للفلسطينيين الحق في معبر آمن ومفتوح بصفة دائمة مع احدى الدول العربية لا يخضع للرقابة الاسرائيلية ولا يكون لها الحق في اغلاقه كيفما تشاء بل للرقابة الدولية.

ثانيا: على الصعيد الاقتصادي: التسارع بتحقيق الوحدة الاقتصادية العربية والسوق العربية المشتركة ومنح الدول الاعضاء مهلة خمس سنوات مثلا للانضمام فعليا للسوق تضمن خلاله الدول تحقيق تقدم اقتصادي بمعايير معينة وتهيئة اقتصادياتها من تخفيض البطالة وفتح مجال الاستثمار ورفع مستوى معيشة الافراد ورفع القيود الجمركية بين الدول الاعضاء والسياسات المالية والنقدية الاخرى التي تحقق الاستقرار الاقتصادي ومعدلات نمو معقولة.

ثالثا: على الصعيد السياسي: ويا له من موضوع شائك، لكن سوف نحترم خصوصيات الدول وعلاقاتها مع حكوماتها. ودعنا نطلب منك العمل فورا على اطفاء الحرائق المشتعلة في جنوب السودان ومشكلة الصحراء الغربية والجنوب اللبناني والجولان السورية والحصار الدولي على العديد من الدول العربية. ولا بد هنا من وفقة حازمة في موضوع الجزر الاماراتية.

رابعا: على الصعيد الاجتماعي: وضع برامج تعليمية ورعاية اجتماعية تعيد الازدهار المفقود في المجتمعات العربية، فمن الناحية التعليمية اعادة دور التربية الوطنية والتربية الاسلامية الرشيدة الواعية والتعليم المهني، ومن الناحية الاجتماعية توفير الحد الادني من الرعاية الاجتماعية والصحية لمواجهة غول العولمة، خصوصا اننا قرأنا اخيرا ان اسعار الدواء ضمن اتفاقية الجات بعد عام 2005 سوف تشتعل، فبماذا نستعد من الآن لمثل هذه الامور؟

هذا القليل من الكثير ينتظرك، ولم تكن سوى رغبة منا وحلم طال انتظاره في نهضة وصحوة عربية شاملة قد تستطيع المساهمة فيها وليذكرك التاريخ كعلامة مضيئة في الشأن العربي.