استعارة أم اغارة؟

TT

اطلعت على مقالة الدكتور تركي الحمد المنشورة بصحيفة «الشرق الأوسط» يوم الاحد 30/12/1421هـ الموافق 25/3/2001م وكان عنوانها: (أيها العقل من رآك؟) والدكتور تركي رجل اكاديمي ومن عادة الاكاديميين جميعا توثيق نقولاتهم. ولكنه في هذه المرة لم يكمل هذه العادة الحميدة ويوثق عنوان المقالة او يشر الى صاحبه او يذكر انه نقل عن قول سابق، فهذا العنوان لاحد كتب عبد الله القصيمي الذي انتقل الى الدار الآخرة منذ عامين. ويعرف الدكتور تركي انه يجب ان يشار الى صاحب الحق مهما اختلفنا معه.

لقد صار القصيمي عرضة للاستعارة وربما للاغارة من كثير من الناس فنحن نسمع ونقرأ دائما (العرب ظاهرة صوتية) وهو اسم لأحد كتبه الذي ألفه منذ ما يقرب من اربعين عاما، ولم نسمع او نقرأ نسبته اليه او الاشارة الى ان هذه الجملة مقولة سابقة.

وطبعا انا لن اصنف الدكتور تركي الحمد من هؤلاء، ولكنني أردت فقط الاشارة الى هذه الظاهرة كأمر عرضي. انا اعرف اننا لو امعنا النظر في كثير من الكتب والمقالات ووضعناها على المحك لوجدنا بيت شاعرنا العربي القديم ينطبق على الكثيرين وهو: ما نرانا نقول الا معاراً ومعاداً من قولنا مكرورا حتى كاتب هذه الملاحظة استعمل كلمة منقولة وهي (على المحك) وكما هو معروف فهذا عنوان لكتاب نقدي للاستاذ مارون عبود المتوفى منذ ما يقارب خمسة وثلاثين عاما.

لقد رأيتم ان كل شخص يمكن ان يستعير من غيره وان ذلك البيت الشعري ينطبق على هذه الملاحظة البسيطة.