عائق العامل النفسي بين عرفات والإدارة الأميركية الجديدة

TT

تتملك اي مراقب متصف حيرة وعدم فهم لما يجري الآن من جانب الإدارة الاميركية الجديدة في طريقة تعاطيها ازاء عملية السلام بين طرفي الصراع الرئيسيين الفلسطيني والاسرائيلي فمن ثوابت السياسة الاميركية خلال العقد الماضي على الاقل، ابتداء من مؤتمر مدريد الى محادثات كامب ديفيد الثانية، ان الإدارة الخلف لا تشذ عن الإدارة السلف.

فمن المعروف ان عملية السلام انطلقت وفُعّلت في عهد الرئيس السابق جورج بوش (الاب) وتسارعت الخطى بكثافة واستمرارية خلال ولايتي حكم الرئيس السابق كلينتون عكس ما كان متوقعا من ان الادارة الاميركية في عهد الديمقراطيين ليست بحماسة الجمهوريين وهذا بحد ذاته كان رأيا غير منصف لو وضعنا نصب اعيننا ان اول اتفاقية سلام تمت في عهد الرئيس كارتر مع ما رافقها من اعتراضات عربية نظرا لاختلاف المنهج السياسي الذي كان سائدا.

ثم زاد الطين بلة الغزو العراقي للكويت. وموقف القيادة الفلسطينية الذي جانب الصواب والحكمة مما زاد من معاناة الشعب الفلسطيني جراء موقف قيادته بالخارج.

فبهذا نرى ان العامل النفسي والشخصي بين القيادة الاميركية الحالية والقيادة الفلسطينية بات يشكل عائقا لا يمكن تجاهله خاصة ونحن نسمع تصريحات المسؤولين الاميركيين التي وصل بها الامر الى العزم على نقل السفارة الاميركية للقدس ليس الا لذر الرماد في العيون مع العلم ان شارون لا يحظى بالتأييد من جانب الادارة الاميركية الحالية او السابقة، وما رأيناه من فتور في علاقات الإدارة الاميركية في عهد الرئيس السابق كلينتون مع رئيس الحكومة الاسرائيلية الاسبق بنيامين نتنياهو حتى تم اسقاطه.

اعتقد ان الإدارة الاميركية الحالية تقوم بافهام القيادة الفلسطينية بان عليها ان تجرب كيف تسدد لها فاتورة موقفها ابان حرب الخليج ولو لفترة محدودة ثم تعاود ممارسة دورها استكمالا لما توقفت عليه عند مغادرة الرئيس السابق كلينتون، ولافهامها انها لن تغير من النهج السابق الذي اعتبر عرفات بموقفه الصلب لجهة عدم التنازل عن السيادة عن القدس الشريف او مقايضته بالكف عن بحث حق العودة للاجئين الفلسطينيين حسب مقترحات كلينتون والتي تعثرت مع تردد باراك، وايضا لاعتقاد الإدارة الجديدة ان تصلب عرفات كما اسماه دنيس روس في حديثه لـ «الشرق الأوسط» في عدد يوم الاحد 2001/3/25 من ان عدم الوصول لاتفاق كان مرده ما اسماه بحائط اسمه «عرفات».

لذلك يصعب معها ان يكتب للادارة الجديدة تحقيق انجاز مماثل ابان الادارة السابقة.