القدس هي الفيصل في عملية إحلال السلام

TT

على اثر ما ورد في صحيفة «الشرق الأوسط» بتاريخ 2001/4/2 العدد 8161 الصفحة الاولى (تفاصيل صفحة 3) مبارك قبل لقاء بوش، نقل عن صحيفة (واشنطن بوست) يتضح ان القدس المسلوبة والهم الفلسطيني متمسك به الفلسطينيون بمقاومتهم واستخدامهم حق الدفاع الشرعي عن ارواحهم وحقوقهم الشرعية لاعادة ارضهم المغتصبة سوى بالحل السلمي او باتخاذ خيار القوى المفروض الآن عليهم من خلال تعنت اسرائيل واصرارها بتفتيتها وتشريدها لهم واستخدامها اسلوب العنف والارهاب لردهم عن المطالبة بحقوقهم واكتفائهم بما تمنحه لهم. ونجد ان الرئيس عرفات يمثلهم بتمسكه الدائم بمطالبهم وحقوقهم سواء كان في المفاوضات او في اي قمة من القمم الطارئة وغير الطارئة رغم الضغوط التي يتعرض لها، ونجد ان الشعوب العربية تقاسمهم الهم بمواقفها الواضحة حيال القضية الفلسطينية ومساندتها للشعب الفلسطيني والطلب الدائم بتحرير القدس واقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس، وظهر ذلك جليا في مظاهر الغضب العارمة في معظم عواصم الدول العربية عقب تفجر الانتفاضة الفلسطينية في ديسمبر (كانون الأول) من عام 2000 واستشهاد محمد الدرة رغم تعويل الكثيرين على الحل السلمي الا انه من الواضح ان الحل السلمي عن طريق اميركا الموجود دائما في المفاوضات قد يكون على حساب الفلسطينيين. فعلى حد قول الرئيس المصري لبيل كلينتون رئيس اميركا السابق حسب ما ورد في المقال بشأن القدس حيث طلب الاخير منه ان يقنع عرفات بقبول السيادة الاسرائيلية على الاماكن المقدسة في القدس وابان في حديثه ان كلينتون كان غاضبا حينها لأنه لم يلب طلبه هذا. لماذا «لأنه ما من احد في العالم العربي يجرؤ على قول هذا. لأنه سيقود الى الارهاب».

الدفاع عن القدس واعادة الحقوق لاهلها اصبح ارهابا لتنقلب الحقائق والموازين بقوانين اميركا ليصبح المظلوم ظالما وارهابيا يقلق امن الآمنين ويصبح الظالم مظلوما وتضيع الحقائق وتزهق الارواح ويقتل الاطفال وترمل النساء ويقتلع الزرع وتدمر الحقول والمحاصيل. وتنجلي الحقيقة واضحة وهي ان اميركا تعمل لمصلحة اسرائيل، حيث يتضح ذلك في اتخاذها اخيرا حق الفيتو في مجلس الأمن بخصوص قرار توفير حماية للمدنيين الفلسطينيين عبر ارسال مراقبين دوليين ليفشل القرار. ووضح جليا مدى اهتمام قادة الأمة العربية بالفلسطينيين باستيائهم حيال استخدام اميركا حق الفيتو قبالة هذا القرار.

يتضح من الاحداث والمفاوضات الفلسطينية الاسرائيلية ان القدس هي المعضلة دائما وتمثل ذلك ظاهرا في المفاوضات الاخيرة بين الفلسطينيين وحكومة باراك السابقة لتبقى القدس هي الفيصل في عملية احلال السلام من عدمه وتبين واضحا ماذا تعني القدس للشعوب الاسلامية. ولا يخفى على احد ان القدس للشعب الفلسطيني لا لغيره وكذلك نرى بوضوح ايضا تمسك اليهود بها. ومعلوم ما هو الغرض من ذلك وقصة الهيكل المزعوم، لتظل القدس في قلوب الشعوب الاسلامية ما بقي الانسان.