العمل التطوعي العربي في حاجة إلى توجيه الطاقات

TT

أتابع بشكل شبه منتظم، عمود د. أحمد الربعي، واقدّر له جرأته ووضوحه وآخذ عليه افتتانه بفكرة التصدي للنظام العراقي بمفرده، لكن لعل له عذرا.

وقد تناول د. الربعي موضوع العمل التطوعي في العالم العربي (العدد 8170 الأربعاء 2001/4/11)، حيث قال «قارنوا بين ما تقوم به الأمم المتحضرة من أعمال تطوعية، وبين مساهماتنا في هذا الجانب». ان مقارنات من هذا النوع تفضي بالمتلقي إلى الشعور بالاحباط واليأس بلا شك. ان نظرة منصفة إلى اعداد المساجد التي تم بناؤها بمبادرات فردية من مواطنين عاديين في مدينتين مثل الكويت والرياض، تظهر جزءا مما يقوم به الافراد من عمل تطوعي ابتغاء مرضاة الله. انني أجزم بوجود الرغبة والدافع للدعم والانخراط في العمل التطوعي لدى المواطن العربي، لكنني أجزم ايضا بأن هذا الاستعداد وهذه الرغبة بحاجة إلى توجيه وتسديد الطاقة. والمقارنة بين المواطن العربي والمواطن في ما سماها الربعي بالأمم المتحضرة (وهو المعني بالعمل التطوعي)، تعتبر مقارنة ظالمة بكل المعايير والموازين. وانني على يقين بأن الدكتور الربعي سيد العارفين بذلك.