أين حق «الفيتو» العربي في مواجهة إسرائيل وأميركا

TT

هل هناك امل في ان نرفع رؤوسنا ونسترد ارادتنا المسلوبة؟ انا اقرأ واسمع واشاهد ما يحدث لاخواننا الفلسطينيين المستضعفين يوميا على ايدي العصابة الحاكمة في اسرائيل بزعامة المسمى شارون المعروف بتاريخه الدموي الذي اتضح اخيرا انه كان احد الارهابين الذين اشتركوا في مذبحة دير ياسين، كما ان دوره في مذبحة صبرا وشاتيلا لم يسمه احد بعد. ان رجل المغامرات الدموية يخوض حربا شرسة لا هوادة فيها ضد شعب فلسطين الاعزل، الذي لا يملك غير الحجارة للدفاع عن ارضه وهويته ومقدساته، هذا الشعب الذي ضحى بكل ما هو غال ونفيس من مال واهل وولد من اجل الحفاظ على ارضه لايمانه بأن الارض امانة في اعناق اصحابها، ولهذا فقد انتظر الشعب الفلسطيني المغلوب على امره من اشقائه العرب ان يشدوا من ازره وان يحموا ظهره المكشوف امام الآلة العسكرية الاسرائيلية بكل جبروتها.

بأي منطق يطلب العرب من اميركا وقف نزيف الدم الفلسطيني؟ وبأي منطق يطلب العرب من اميركا زجر اسرائيل؟ أما يعلم العرب ان اميركا واسرائيل وجهان لعملة واحدة؟ ولولا اميركا ما كانت اسرائيل. فإسرائيل تمارس القصف العسكري ضد الفلسطينيين واميركا تمارس القصف السياسي ضد الحقوق الفلسطينية المشروعة! أليست اميركا التي استعملت حق النقض (الفيتو) ضد ارسال مراقبين دوليين لحماية المدنيين الفلسطينيين من بطش المؤسسة الصهيونية في الارض المحتلة لتطلق يد اسرائيل في ابادة الشعب الفلسطيني، وذلك لانها ترفض شل قدرة اسرائيل العسكرية او حتى احراج اسرائيل امام الرأي العام العالمي. اليست اميركا هي التي صرحت بأن القدس عاصمة اسرائيل وانها ستنقل سفارتها الى القدس ان آجلا او عاجلا؟ الم يئن الوقت للعرب لأن يستيقظوا من سباتهم العميق؟ الى متى سيظل رد الفعل العربي منحصرا في الثالوث المقدس (ندين، نستنكر، نشجب) بالاضافة الى مصمصة الشفاه ووضع الاكف على الخدود في انتظار من يعيد الينا جزءا من حقوقنا المسلوبة؟ ألم يئن الوقت للعرب ان يكون لهم «فيتو» شخصي عربي يستخدم للدفاع عن كرامتهم وارضهم ومقدساتهم اساسه موقعهم الاستراتيجي وثرواتهم النفطية وثقلهم السياسي في المنطقة؟ ان الضعف لا يولد إلا ضعفا، وبضعف العرب ضعف شبابهم وضعفت عزائمهم، وهانوا على غيرهم لدرجة جعلت احد حاخامات اليهود (عوفاديا) يوسيف يدعو الى ابادة العرب بالصواريخ لأنه لم يكتف بدموية شارون فأراد ان يحض اليهود على قتل العرب الذين نعتهم بجنس الملاعين الاشرار الذين اجاز الله قتلهم وابادتهم جميعا، واعتبر ان قتل العربي شعيرة دينية ينال عليها القاتل حسن الثواب.

الخطير في الامر ان هذا الرجل يتمتع بقوة جماهيرية هائلة وكلماته يمكن ان تتحول فعلا الى رصاصات وصواريخ واعتداءات دموية على كل فلسطيني في اسرائيل. ان التصرفات غير المسؤولة لشارون ويوسيف وغيرهما من ارهابيي اسرائيل تتطلب منا جميعا ان نقف بقوة وحزم خلف اخواننا الفلسطينيين.