أي لبنان يُراد له أن يكون؟!

TT

في ذكرى الحرب اللبنانية وبعيدا عن السجالات والتحركات في الفترة الاخيرة، تأييدا او معارضة للوجود السوري في لبنان، يكفي ان نأخذ الدروس والعبر من سنوات الحرب التي قضت اول ما قضت على لغة الحوار بين اللبنانيين وحولت لبنان الى اتون ملتهب لا يبقي ولا يذر، ودمرت الاقتصاد، وهجّرت العقول ورؤوس الاموال وجعلته نهبا لكل طامع ويد آثمة طالت ام قصرت... ما الذي تغيّر في لبنان بعد كل هذه السنوات؟ الطائفية والمذهبية والحزبية الضيقة والعشائرية ما زالت مستحكمة في القلوب والضمائر. وربما جرى ترسيخها بعد ان فقدت الايديولوجيات اليسارية زخمها وفقدت مصداقيتها.

الوضع الاقتصادي ازداد سوءا وتدهورا. وما زالت الدولة بأجنحتها الحاكمة المتفقة او المتخاصمة حسب الرؤى والمصالح التي تطبع كل مرحلة، بالنسبة الى كثير من الناس، القوي مثل الضعيف، والمعارض والموالي على السواء، البقرة الحلوب التي تدر الغالي والرخيص لكل من انتسب اليها وسعى لها سعيا... وهناك اصوات تشكك بدور لبنان الريادي عربيا ودوليا. وهناك من يريد سلخه عن مراحله التاريخية الماضية والصيرورة التي وصل اليها الآن وما زال في حالة التطور ان كان ليس بالاستطاعة سلخه عن حتمية محيطه الجغرافي والعوامل الخارجية المؤثرة فيه سلبا او ايجابا.

هناك من يريد لبنان على مقاسه ومجده الذاتي الذي بُغي له وهدمه بيده وأيدي الفئات الاخرى استعلاء ونكرانا لحق الآخرين فيه... كلمة اخيرة كي لا نعود الى مقولة اي لبنان نريد. تعالوا نجيب اولا عن سؤال: اي لبنان يُراد له ان يكون؟!