مستقبل لبنان.. سويسرا نموذجا..!

TT

في مقابلة تلفزيونية مع الرئيس اللبناني رفيق الحريري صال المحاورون وجالوا في مواضيع شتى استطاع الحريري فيها ان يرد على الصولة بصولة وعلى الجولة بجولات اعطتنا نحن المشاهدين شيئا من الثقة بأنه لا يزال في لبنان رجال على مستوى المسؤولية يعالجون الأمور بكثير من الحكمة وقليل من التشنج والانفعال. لقد طالب الرئيس الحريري الشعب اللبناني بأسابيع من الصبر لا بد ان يشعر اللبنانيون بعدها بشيء من الانفراج الذي تعاني المنطقة العربية بأسرها من شحه إن لم يكن من عدم وجوده.

لقد قدر لي يا سادتي أخيرا ان أحضر في جنيف مؤتمرا طبيا لم يشغلني عنه الا انبهاري بسلاسة الحياة في هذه المدينة التي ينتمي مواطنوها الى أصول مختلفة انتجت لغات متعددة فتسمع بعضهم يتحدث الفرنسية وآخرين ينطقون بالألمانية وقسماً بالايطالية وقليلا ممن لا يزالون متمسكين بالرومانية، كل ذلك وهم يعيشون ضمن مساحة جغرافية صغيرة بحجمها كبيرة بما تقدمه لمواطنيها فلا تعكر صفو حياتهم نعرات تافهة لا تؤدي إلا إلى ان تتوقف عجلة تطورهم وتعود القهقرى إلى الوراء، هذه العودة إلى الوراء التي وعلى ما يبدو اننا قد أدمنا نحن الشعوب العربية حيث تلهينا النعرات الزائفة عن حقيقة الحياة وروعة ما يجب ان يقدمه البشر في هذه المنطقة من العالم لتدور عجلة التطور وبالسرعة القصوى، فلربما إن فعلنا نستطيع اللحاق بذيل ركب الحضارة الذي أخشى أنه قد فات الأوان لمن هم مثلنا ممن يتمسكون بظواهر الأمور دون بواطنها من أن يلحقوا به ويدركوه.

في مطار جنيف احتسيت قهوتي في ركن سويسري وكوباً آخر من الشاي في زاوية قيل لي انها فرنسية، هو وذلك من دون ان أجد لافتة هنا أو مظاهرة هناك لفصل هذا الركن عن ذاك، فما يشغل الناس هناك مستقبل أجيالهم وعظمة بلادهم. أما نقاط خلافهم فهي تحل على طاولة مستديرة بين أشخاص مخلصين ذوي عقول قديرة.