كارثة الطائرة المصرية حادثة أم صفقة؟

TT

تعقيبا على ما نشرته «الشرق الاوسط» يوم السبت الماضي حول كارثة طائرة البوينج المصرية وان مصر تتجه لقبول التقرير الاميركي لي التعليق التالي:

قيل الكثير عن الطائرة المصرية التي سقطت في عرض مياه الأطلنطي. ولا اظن ان ما كتب لحد الآن سيجد طريقه الى قلوب الذين فُجعوا فيها من المحيط الى الخليج. لا يبدو ان احدا سيقتنع بما روي! لأن ما قاله الاميركيون وكذلك ما كتب في وطننا العربي بكل تفاصيله المملة، والتي جانبها الصواب في كل تقديراتها سيبقى الى حين ذهاب جيلنا على الأقل مدعاة للسخرية والتندر. فهل بلغت بنا السذاجة الى درجة صرنا نبتلع فيها كل ضروب السفوف التي يهيئها الاعلام الاميركي بكل احتمالاتها الخاطئة؟ وهل المخيلة العربية اقعدها، والى هذا الحد، العجز عن تصور النسيج المنطقي للعملية التي ذهب ضحيتها نخبة من العسكريين المدربين ذوي التقنية والخبرة العاليتين؟ وهل القمقم المرصود ـ العلبة السوداء! ـ له وحده شرف تفسير النازلة بعد ان كشف سره المكنون جهابذة السحر والشعوذة الاميركيين، حيث اخبرهم شمهوروش بما حدث وصار في اعماق البحار؟

من جهة اخرى هل كان بامكاننا تفادي او على الأقل تقليص حجم الخسائر سواء أسقطت الطائرة ام سقطت من تلقاء نفسها، بعد ان اشتهت مدفوعة بغريزة الوحم ملوحة البحر؟! كلنا نعلم ان العدو رقم واحد لمصر هو المستعمر الصهيوني، رغم ما بين الاثنين من اتفاقيات مزعومة حول اقامة مكاتب او تمثيليات او ما شابه ذلك من كلام، لا يستسيغه الشعب المصري برمته.

ونعلم ايضاً كما يعلم كل من على وجه الأرض، ان الصديق او الراعي الاول للوجود الصهيوني في الشرق الأوسط هو اميركا. واذن سيكون من حقنا طرح اسئلة، نراها منطقية، ولن يكون بامكان من يريد الاجابة عنها ان يحيد عن جادة الصواب، رغم ما قد يروم من حذلقة مضللة وسفسطة مغرضة لتفتيت الشك المبثوث في ثناياها حول مجموع القضية:

1 ـ لماذا توجه العسكريون المصريون الى دولة عدو وليس الى اي بلد آخر يكون اقرب تكنولوجياً من النظم السائدة في مصر وأبعد عن التعاون مع الصهاينة؟

2 ـ لنفرض ان الحنكة العسكرية المصرية افترضت ضرورة نهل المعرفة ولو من بيوت الأعداء، ولنفرض ان ما افترضوه كان صوابا، فلماذا ارسل جيش اعني فيلق بكامله بدل الاقتصار على ثلاثة او اربعة افراد، ليعودوا في ما بعد بتقارير مفصلة عما رأوا وعاينوا في بلاد العجائب؟

3 ـ هل كانت ستسقط الطائرة لو لم تكن بداخلها هدية نادرة لا تقدر بثمن للأعداء المتربصين بأرض الميعاد المزعومة؟

4 ـ وهل الاميركيون اغبياء الى درجة تجعلهم يطلعون الضباط المصريين الطيبين على خفايا تكنولوجيا، وضعت وستوضع دائما تحت تصرف اصحاب المال اليهود المدسوسين حتى النخاع في كل الاجهزة الاميركية؟

5 ـ وحتى لو عادت الطائرة سالمة، ألن تتوصل اسرائيل بتقارير مفصلة ودقيقة عن تحركات المجموعة العسكرية المصرية داخل التراب الاميركي؟

6 ـ ألم يكن بامكان المسؤولين العسكريين خياراً آخر غير ارسال ذلك العدد الكبير من الخبراء؟

7 ـ وكيف تمت الموافقة على ملف البعثة، من دون تقليب ايجابيات الزيارة على كافة وجوهها، وفي منأى عن كل الدهاء العسكري الذي كان من المفروض ان يحضر بقوة، لأنها ليست بعثة عادية، اذ ارسلت وكأنها لجنة خبراء في صنع الدمى؟