الأتراك لن يكونوا أكثر حرصا من العرب على مصالحهم

TT

هل يتوقع الكاتب احمد الربعي في مقاله «استهتار تركيا بالعرب» في العدد 8194 تاريخ 5/5/2001 ان تكون تركيا أكثر عروبة من العرب أو بمعنى آخر أكثر حرصاً من العرب على مصالحهم؟ لقد فرط العرب بكل سهولة بثلاث أوراق حيوية في أيديهم تجاه إسرائيل من دون ان يستردوا كامل حقوقهم المسلوبة. لقد كسبت اسرائيل الاعتراف بوجودها وإلغاء المقاطعة عملياً والتطبيع الذي يبدو حالياً مغرياً للعديد من العرب لمصالح ذاتية أو إعلامية.. وفي مقابل ذلك، حشرت اسرائيل الفلسطينيين في سجن كبير تتحكم فيهم حسب ارادتها وتتمادى في مصادرة اراضيهم وتوسيع المستعمرات المقامة عليها، وتتباهى بقتلهم والتنكيل بهم، بالاضافة إلى استمرار احتلالها للاراضي العربية السورية.

وهذا كله حصيلة التفريط غير المبرر بهذه الأوراق من دون ان تسبقه او تتزامن معه خطوات فعلية من جانب اسرائيل لإعادة الاراضي العربية المحتلة بموجب قرارات الأمم المتحدة المعروفة.

فإذا كان العديد من العرب يندفعون أو يدفعون الى إقامة علاقة دبلوماسية وفتح مكاتب تجارية مع اسرائيل وعقد لقاءات ثنائية مع الاسرائيليين بمناسبة ومن دون مناسبة، فهل يا ترى يجوز لنا لوم الآخرين لطبيعة علاقتهم بإسرائيل، طالما اننا لم نحسن التصرف بالأوراق التي بحوزتنا وتساهلنا في صيانة مصالحنا وحقوقنا تجاه اسرائيل تحت ذريعة النزوع للسلام! إن اعمال اسرائيل اللاإنسانية واللاأخلاقية في الأراضي المحتلة واستهتارها بالقرارات الدولية، تدعونا إلى وقفة تأمل لإعادة النظر في موقفنا بالكامل تجاه اسرائيل إذا كنا جادين في السعي لاستعادة اراضينا المحتلة، ودعونا من لوم الآخرين لمآسينا لانتفاء الجدوى من وراء ذلك.