بصراحة .. ماذا تريدون من الفلسطينيين؟

TT

لماذا لا نريد تصديق ما يقوله شارون، فهو دون مواراة او لبس يقولها بصراحة: ـ لن يكون هناك اتفاق نهائي مع الفلسطينيين.

ـ كل المستوطنات باقية، ولن تفكك بل ستوسع أمام التكاثر الطبيعي لسكانها.

ـ هضبة الجولان والقدس الشرقية تبقىان بين أيدي إسرائيل.

ـ لن يسمح للاجئين بالعودة وتحت أي تسمية.

إن الأكذوبة القديمة التي تروج بضرورة ترك الفلسطينيين والإسرائيليين يحلون خلافاتهم لوحدهم ما هي إلا حيلة حبكتها إسرائيل لتنفرد بالفلسطينيين بدون تدخل أحد في وجه «معاملتها لهم» وهو تماما كقول رجل الشرطة لطفل مغتصب (بفتح الصاد) «حل مشكلتك مع مغتصبك». هذا الكلام ليس لي ولا لأي كاتب عربي بل هو عبارة عن مقتطفات من مقالة للكاتب شارل ريز على صفحات الارلندو سنتنيل يوم 8 مايو (أيار) 2001. Charles Reese Orlando Sentinnel ماذا يريد العالم إذن من أطفال وشعب فلسطين؟

* إذا قذف أطفال الانتفاضة حجارتهم في مواجهة جحافل الاحتلال من دبابات ومدرعات وآليات عسكرية ثقيلة، استهجن الأمر وقيل ما عساها تفعل الحجارة في وجه هؤلاء، وفيهم من يذهب أبعد في تسفيه وتجريم ما يقوم به هؤلاء الفتية.

* إن قذف من بين المتظاهرين النار على قطيع المحتلين المدججين بأفتك الأسلحة، انتقدوا الفاعل واتهموه بتحريف الانتفاضة وإخراجها عن إطارها الأصلي العفوي (وهم أصلا ينتقدون هذا الإطار).

* وإن رد الفلسطيني بما تيسر من «هون» تقليدي في اتجاه المستوطنات البغيضة المستفزة، وحتى بدون أن يلحق آذى غير الهلع الذي أربك هذا القطيع المعربد، قيل ان مثل هذا العمل عبثي ولن يخدم السلام ويعطي شارون الذريعة للمزيد من الدمار.

* ثم إذا اعترض العدو على شحنة من الأسلحة المتوجهة الى الفلسطينيين (أربعة أطنان أصبحت في إعلام المحتل أربعين)، فلا أحد يرى إذن في التزويد العلني لإسرائيل من أفتك الأنواع الأسلحة الأميركية والغربية أمرا مشينا.

* وحين يطلب هذا الشعب الأعزل أن تأتي قوات دولية لحمايته من القتل اليومي بيدي المحتل (بعد أن حرم من التسلح وجرد منه وحتى من حقه في الدفاع المشروع)، فحتى هذا الاستنجاد يرفض، إذن قولوها بصراحة، أريحوا وليستريح الشعب الفلسطيني، ماذا تريدون منه؟