لغة الانفعال والخطب لا زالت قدر معظم الكتاب العرب

TT

في مقالي الكاتبين محمد الشدي وفرج بوالعشة، يوم الخميس 2001/5/10، الكثير من الواقع بكليهما. فالتهجم على مفاهيم وانتماء العربي إلى واقعه شيء متداول، فلماذا ان كان ذلك يثير ردات فعل عامة أن لا نفند هذه الأقوال مستندين إلى منهج البحث العلمي الذي هو وحده الرد الجازم والكافي على كل الأكاذيب.

لماذا لا نفند ونقارن بين القول والواقع، هل لغة الانفعال والخطب هي قدر مثقفينا؟، لماذا لا نستعمل اساليب الفكر البحثي والمحلل للعوائق التي نقف خلفها غير متجرئين على استهداف مسلمات الجماعة ذات السلطة، نلصق الاتهامات لكي نغطي على هروبنا من الدخول الى مناهج الفكر العلمي في التعاطي مع الظواهر الاجتماعية.

اننا أكثر إيذاء لأنفسنا في الهروب من تسمية الأشياء بأسمائها ومواجهتها سواء لنا أم علينا، فما نسمي أنفسنا ونحن نضع الأعذار لواقعنا الفكري والإنساني.

لقد ذكر فرج بعض الوقائع المدونة تاريخياً، التي قد يبدأ البحث حول أسبابها من التاريخ العربي الفكري، ان الحضارة الإسلامية الفكرية بدأت مع التطبيقات السلوكية لمنهج القرآن الكريم على يد الرسول صلى الله عليه وسلم، واستوعب الخلفاء ذلك الخطاب الحضاري سلوكاً لدى أبي بكر وثباتاً عند عمر سلام الله عليهما.

التاريخ يثبت تراجع النهج الفكري للمجتمع المدني الذي دعا له نهج القرآن الكريم من عصر الأمويين، وليست الانتصارات الحربية والتوسع الأرضي يغني أو يحل مكان تطور الفكر. وها نحن ننتظر أي إشارة لاظهار هذا الواقع لنستل سيف القبيلة نتوعد ونتهم. غيب التفكير الجمعي بعد الخلفاء الراشدين وبدأ العدّ التنازلي لذلك الزخم الحضاري تحت مسميات كثيرة ترضي من ترضي وتغضب من تغضب. أسلوب التفكير لدى الكتبة ما زال لارضاء القبيلة وليس لإحياء الفكر المدني، لا شك هناك انجازات مادية حضارية، لكن أين نحن من الفكر الحضاري. ان العودة لأصل العلة التاريخية هو خلاصنا ان واجهناه، بشجاعة وواقعية علمية من دون عصبية.