حتى الكلاب أصبحت لها مواقع على الإنترنت وبريدها الإلكتروني وهواتف نقالة

TT

نشرت صحيفة «الشرق الأوسط» في عددها رقم 8132 مقالا بعنوان «اللاجئون في سويسرا يطمحون الى حقوق الكلاب فيها»، ومجمل الخبر ان حقوق الكلاب محفوظة في سويسرا اكثر من حقوق اللاجئين الاجانب. وان سيدة سويسرية ارادت بعد وفاة زوجها تبني كلب من دار الكلاب للأيتام فطلبوا منها ضمانات بنكية وتخصيص يوم لعيد ميلاده.

ان هذا الخبر يذكرني بقصة العربي الذي اراد يوما اصطحاب كلبه معه الى اوروبا بقصد السياحة، وبعد اسابيع عدة مرض الكلب مرضا شديدا عجز جميع الاطباء البيطريين هناك عن شفائه، فلما عاد العربي مع كلبه الى بلده الاصلي مر بجانب موظف الجوازات فركله بقدمه ركلة قوية، عندها قال الكلب لصاحبه «هذه هي عيشة الكلاب وإلا فلا»، وتطالعنا الصحف كل صباح على آخر اخبار الكلاب، ونرى صورها مع مشاهير العالم.

وقضية كلاب الرؤساء قضية قديمة فهناك تشريع قائم في الولايات المتحدة منذ 100 عام يُحتم على كل رئيس ان يحتفظ بكلب يستعرض به امام الجمهور، حتى ان أي مرشح للرئاسة لا يدع فرصة للظهور مع كلبه إلا ويغتنمها ليكسب دعم جمعيات الرفق بالحيوان، بل وتسمى كلبة الرئيس (كلبة الأمة الأولى)، وللرئيس هاري ترومان كلمة مشهورة قال فيها: «اذا كنت تبحث عن صديق في واشنطن فاشتر لك كلبا»، واصبح عدد مقتني الكلاب في اميركا وحدها 68 مليون انسان.

وبمقارنة بسيطة بين ما تحظى به الكلاب في الدول المتقدمة وبين الانسان الذي جعله حظه العاثر من رعايا احدى الدول النامية لتحسرنا على انفسنا كثيرا، فالكلاب عندهم لها سكن خاص تنام به، واذا خُشي عليها من البرد فتنام في اسرة اصحابها، بل ان هناك شركات في الولايات المتحدة الاميركية كشركة «بستلي فونتشر» تُخصص تصاميمها للكلاب فقط، السرير والاريكة ولون القماش الذي يناسب لون الكلب، كما نشرت صحيفة «الشرق الأوسط» في عددها رقم 7456 ان فندقا افتتح خصيصا للكلاب بمسبحه وصالون حلاقته.

ونشرت الصحيفة نفسها في عددها رقم 7526 ان بعض الدول العربية اخذت تهتم بكلاب السائحين القادمين من الغرب، حيث تم افتتاح منتجع خاص بالكلاب في مدينة دبي سمي «بت لاند» وتشمل تسهيلات هذا المنتجع مناطق مكيفة الهواء واشرافا بيطريا على مدار الساعة ووجبات طعام بناء على رغبة النزلاء وتستخدم المياه المعدنية المعبأة في زجاجات خاصة للكلاب ونوادي ساونا خاصة لتنظيف الكلاب ومعالجتها من الطفيليات.

وللكلاب في الغرب طعامها الخاص في أي سوبر ماركت تدخله، من شرائح اللحم الطرية والنقانق الى الجبن والقشدة. ولها عيادتها الطبية المتخصصة بما فيها طب الاسنان، وفي كلية «ميزون الفورت» الفرنسية يتخرج كل عام عدد لا بأس به من جراحي عيون الكلاب، وعيادات الطب النفسي التي أسست في باريس للكلاب التي تترمل وتحس بالوحدة والاكتئاب بعد غياب اصحابها. كما انه تجري حاليا في بريطانيا عمليات تجميل للكلاب من شفط دهون الى تعديل الأنوف لتكون بمظهر أجمل. وفي مدينة «كيبود» شمال بريطانيا يوجد نادي اعادة تأهيل الكلاب لخسارة بعض الكيلوغرامات من وزنها من خلال بساط آلي متحرك وجاكوزي وخلافه.

ومنذ عدة ايام رأينا مسابقة أجمل صوت للكلاب في اميركا. وأوردت وكالة رويترز للأنباء انه جرى هذا العام حفل زواج جماعي للكلاب بمناسبة يوم عيد الحب «فالنتين». واوردت صحيفة «نيوز» النمساوية انه تم تأسيس حزب للكلاب اطلق عليه اسم «حزب الكلاب النمساوي» وتم تسجيل برنامجه السنوي لدى السلطات بعد انتخاب المحامي «رودلف ماير» رئيسا له، ولهذا الحزب شعارات انتخابية منها اجازة قيادة سيارة لكل كلب يزن 10 كلغ فما فوق، وشريحة الكترونية تلصق بجسمه خشية ضياعه او سرقته، بل وانشاء خط ساخن DOG HOT LINE بالمجان يستطيع أي شخص الاتصال به حال رؤيته كلبا ما يتعرض للاضطهاد، فيأخذ الكلب من صاحبه بالقوة ويوضع في ملجأ الايتام، ومن ضمن شعارات الحزب معارضة مشاركة الكلاب لرجال البوليس في عمليات المداهمة التي يقومون بها ضد المجرمين والعصابات خشية على حياتها، ومعارضتهم كذلك تدريب الكلاب البوليسية على حاسة شم المخدرات خشية ان تصبح الكلاب نفسها مدمنة. كما اصبح للكلاب مواقعها على الانترنت وبريدها الالكتروني.

وقد صدرت أخيرا قوانين خاصة للزوجين الراغبين في الطلاق ولديهم كلب مشترك لمن يكون حق الحضانة. وفي اليابان تم اختراع هاتف نقال خاص بالكلاب للاشخاص الذين يرغبون في سماع صوت كلابهم كلما اشتاقوا لها خلال يوم العمل.