السودان وحيرة أبنائه بين عروبتهم وأفريقيتهم

TT

* من صلاح الدين صالح حسيب ـ الرياض تعقيبا على ما اورده القارئ آدم يحيى في العدد 8222 من جريدة «الشرق الأوسط» والصادر بتاريخ 2 يونيو (حزيران) 2001 معقبا على مقال كوثر شبيكة عن توهان السودانيين بين افريقيتهم وعروبتهم.

اقول، لا يمكن لنا انكار عروبتنا مثلما لا يمكن لنا انكار افريقيتنا، وذلك لعدة اسباب، منها موقع السودان الجغرافي الافريقي مثله مثل الجزائر وتونس والمغرب وليبيا ومصر. وهذه الشعوب تتحدث اللغة العربية بالاضافة الى لهجاتهم الاقليمية، بحكم موقعهم الجغرافي في شمال افريقيا ـ فهل الطوارق عرب ام افارقة..؟ القبائل المكونة للشعب السوداني لا تختلف عن القبائل الافريقية العربية في شمال القارة السوداء المتاخمة لحدود السودان المترامي الاطراف. فهل انكرت تلك الدول الافريقية عروبتها وهل شعرت الشعوب فيها بأنهم افارقة وليس عربا ام عروبتهم وافريقيتهم خطان متوازيان متناسقان فرضتهما الظروف التاريخية والجغرافية آنذاك. اذ لم تكن هناك حدود سياسية وكانت القبائل في حلها وترحالها من بلد الى بلد واقامتهم في اي من البلاد لا تحتاج سوى الالفة والمودة اللتين كانتا تسودان بين القبائل السودانية والقبائل العربية في ذلك الوقت الى ان وصلت الى حد التصاهر والنسب.

ان مثل هذا التفكير ـ هل نحن افارقة ام عرب ـ يقودنا الى التعصب العرقي والقبلي اللذين يقودان بدورهما الى الحروب الاهلية. فهل لنا ان نكون دعاة سلام وتوحد ـ كما كان اجدادنا ـ من اجل انماء بلادنا، ام نكون دعاة تفرّق وتعنْصُر. ان قبول اجدادنا التحدث باللغة العربية ونحن من بعدهم، لا يترك مجالا لنا بان نعود الى الوراء للبحث عن هويتنا. والله من وراء القصد.