سعاد حسني.. ختام حزبن لرحلة متألقة

TT

تناولت صحيفتكم في الايام القليلة الماضية خبر وفاة الفنانة سعاد حسني، وقد كانت منبرا لحوارات تناولها كثير من معارف الراحلة من الوسط الفني وخارجه وكانت كل الاحاديث ممزوجة بالحزن والألم والأسى على الفقيدة وكيف كانت سيرتها الشخصية من خلال عملها الفني وما سيصيب الفن من جراء هذا الفقد الأليم. ولم اجد بين السطور من احد قد تناول النهاية المأسوية التي ختمت بها (السندريللا) آخر افلامها الواقعية على الاطلاق، سقوطها الأليم من الطابق السادس في شقة كانت تقطنها بلندن.

حقيقة فقد اصابني حزن عميق لما آلت اليه الفنانة ولكثير من الاحداث التي تشابه في المضمون وان اختلفت الشخوص والمسميات وهي نتيجة طبيعية لمن افرغ جوفه من الايمان.

توفيت الفنانة مكتئبة حزينة وحيدة وهذا ديدن المشاهير «الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون انهم يحسنون صنعا»، فهم دائما ينشدون المكانة العالية التي تجعلهم في مكان يشار اليه بالبنان وعند الفشل في تحقيق ذلك يصابون بكآبة لا يستطيعون لها صدّاً وتكون نهايتهم حزينة يستشعرها كل مؤمن صادق في ايمانه وان مثل هذه نهاية كانت يمكن ان تكون اخيّر وافضل لهؤلاء التعساء.

ومما احزنني اكثر ان صحيفتكم قد ذكرت ان احدى الفنانات المعتزلات اقترحت عليها (أي على الفنانة الراحلة)، بأن تذهب وتأخذ عمرة وتزور الاراضي المقدسة فأبت الممثلة الراحلة بحجة انها لم تكمل علاجها من مرض الكآبة! وفي ظني كان سيكون فيه تغيير لمجرى تفكيرها ورفع معنوياتها وآخر المطاف علاجها، لكن هي الاقدار قد كتبت وقد قال الشاعر:

مشيناها خطى كتبت علينا ومن كتبت عليه خطى مشاها ومن كانت منيته بأرض فليس يموت بأرض سواها