التاريخ سيسجل أن الترابي كان السبب في ضياع بلد كان اسمه السودان

TT

تعليقا على ما ورد في «الشرق الأوسط» العدد 8274 من مناشدة الميرغني للبشير للتطلع لوقف الحرب والتفكير الجدي في احلال السلام، اقول: فالرئيس البشير الآن لا يفكر الا في الانتقام والثأر من قوات الحركة الشعبية التي احتلت راجا وديم زبير، ولو كان الثمن تفتيت وحدة السودان وتقطيع اوصاله وقبل ذلك اهلاك شبابه ورجاله الذين يساقون قسرا الى حرب خاسرة، والبشير ورجاله يعلمون حق العلم انها خاسرة ولو كسبوها في ساحة المعركة، فالمجتمع الدولي لن يتركهم يهنأون بكسبهم وسيتم فصل راجا وديم زبير بل كل جنوب السودان، لحماية سكانه من القصف الجوي والتدمير الذي يتوعد به الرئيس البشير الذي عبأ للجيوش واشترى الاسلحة الفتاكة بأموال البترول.

سؤالي للرئيس البشير، ماذا سيستفيد الوطن من انتصاره الذي يبشر به بعد ان يشطر نصفين او اكثر؟ ماذا سيكسب الاسلام من هذا النصر المخزي؟

وما هو العذر الذي سيقدمه للجرحى واولياء الشهداء الذين وعدهم بتحرير راجا وديم زبير فكانت النتيجة فقدان واو وملكال وجوبا وبانتيو وحقول النفط في جنوب السودان؟

كيف سيعتذر لأبناء الشعب السوداني الذين وعدهم بالتنمية والرفاهية ورغد العيش بعد سنوات الابتلاءات والصبر، لدرجة ان طلب من المغتربين ان يعودوا للبلاد للمشاركة في التنمية الموعودة؟ ماذا سيقول للمستثمرين الذين ابرمت معهم العقود وأكدت لهم الحكومة ان البلاد في احسن احوالها والامن مستتب في جميع ارجائها؟

اما الصادق المهدي الذي يشتكي من ان الحرارة في علاقاته بالحكومة ليست كما كانت (العدد 8247)، فأقول له ان من يجري وراء السراب لن يجد الا سرابا ويكفي الشعب السوداني ما اصابه من نكبات من جراء سياساته وفترات حكمه.

اما الترابي الذي يطلب من تلاميذه بأن يحاكموه او يفرجوا عنه (العدد 8247) وهو من زرع هؤلاء. وسيسجل له التاريخ انه كان السبب في ضياع بلد كان اسمه السودان. اللهم إنا لا نسألك رد القضاء، لكن نسألك اللطف فيه، ورحم الله رجالا فدوا السودان ووحدته بمهجهم واسهموا بعلمهم وثاقب فكرهم ليتبوأ السودان المكانة الرفيعة بين الامم فخلد التاريخ اسماء اسماعيل الازهري ومحمد احمد المحجوب ورفاقهما بأحرف من نور في ابهى صفحات التاريخ السوداني.