رئيسة وزراء الفلبين.. والمرأة الحديدية

TT

يبدو ان رئيسة وزراء الفلبين مصممة على انتهاج اسلوب القبضة الحديدية لتحرير الرهائن المحتجزين لدى جماعة ابو سياف الانفصالية، معرضة بذلك حياة الرهائن للخطر في ظل التهديدات التي تطلقها الجماعة بقتل الرهائن في حالة مهاجمة الجيش لهم او عدم تنفيذ مطالبهم بانشاء دولة مسلمة جنوب الفلبين، والرئيسة جلوريا بتصرفها هذا تتبع المثل القائل (ما اخد بالقوة لا يسترد الا بالقوة) وتريد تجسيد نفسها في صورة المرأة الحديدية مثل رئيسة وزراء بريطانيا السابقة مارجريت تاتشر واتباع نهجها الذي سلكته في حل قضية (جزر الفوكلاند)، متناسية ـ أي الرئيسة جلوريا ـ انها لا تقابل جيشا نظاميا محدد المواقع وفي مواجهة مباشرة، بل هي امام مجموعة من الثوار بالرغم انهم لا يملكون سوى اسلحة خفيفة وقاذفات محمولة على الكتف وتتبع تكتيك حرب العصابات الا انه من الصعب تعقبهم وسط الغابات والاشجار الكثيفة ويسوقون معهم رهائن تحميهم من تخبط قواتها المجهزة بأحدث الاسلحة وكل همهم القضاء على الثوار بأي وسيلة غير آبهين بحياة الرهائن، وتناست رئيسة الفلبين ان لغة الحوار والدبلوماسية هي الحل الامثل في مثل هذه المواقف الصعبة والحرجة التي افتقرت فيها القوات الفلبينية الى التخطيط الجيد والمحكم واتسمت بالعشوائية والهمجية، لذا فإن طرق الحوار هي السبيل الامثل ليأخذ كل ذي حق حقه بالعدل.

وأود ان اقول ان من حق أي شخص ان يطالب بحقوقه الكاملة بالطرق الممكنة والمشروعة، لكن ليس بارهاب الابرياء، وترويع الامنين كما تفعل جماعة ابو سياف التي تسمي نفسها بالاسلامية. فالاسلام بريء من ترويع الآمنين وتهديد حياة الناس او سفك دمائهم بغير حق وجرم ارتكبوه، قال الله تعالى «ولا تقتلوا النفس التي حرم الله إلا بالحق» صدق الله العظيم.