ليبق النفط على الأقل خيار شمشون

TT

تعقيباً على مقال عبد الرحمن الراشد في العدد بتاريخ 1/7/2001 (النفط قنبلة ذرية لا سلاح ضغط) والذي نعتز بآرائه التي تدل على بعد نظر في سبر اغوار عواقب الأمور يخالجني سؤال في ضرورة تحديد ماهية نوعية الأسلحة العصرية التي يمكن ان يتمنطقها العرب في حال رغبتهم في الوقوف في خندق واحد للدفاع عن قضايا الأمة العربية واستعادة الحقوق المغتصبة؟ نلاحظ في تاريخ العرب الحديث ان تعويم المبادئ والقرارات المنفردة التي انتهجتها الدول العربية وحسب ما يبدو لها انه في نطاق المصلحة العامة وخدمة لقضايا الأمة كان في الحقيقة استجابة لمصالح قطرية في نطاق ضيق الأفق وخدمت مصالح الغرب وتطلعاته في المنطقة.

من يرصد ما آل اليه حال العرب اليوم يعتقد انه يفضل ان تعالج كل دولة قضاياها على حدة وان وحدة المصير ما هي إلا وهم تعيشه العرب وتعطل من صيرورة هذه الدول ومواكبتها للتطور والتقدم التكنولوجي. ومثل العالم العربي في مواجهة التحديات كمثل النعامة التي تدفن رأسها في الرمل لتفادي النظر للخطر المحدق.

سعت اسرائيل منذ بدء الصراع مع العرب لتملك السلاح النووي وهي تعلم علم اليقين انه خيار شمشون ولن تشعل هذا الجحيم الذي ان فعلت ستصلى بسعيره وتنكوي بناره ولن تبقي رياحه ولن تذر، وما التلويح باستعمال ترسانتها النووية إلا ورقة ضغط في ميزان القوى في المنطقة العربية، منطق القوة في اسرائيل يستند الى المبدأ القائل: «الخوف يسبب التردد والتردد يحقق اسوأ توقعاتك». وفكرة القوة في عقلهم الباطني يغذيها قول نيتشه «حفنة من القوة خير من كيس من الحق». ومغامرة الصهاينة في فلسطين ترينا ان الصهاينة لم ولن يتوانوا عن استغلال الأفكار في حد ذاتها كخلقهم لفكرة اللاسامية وحصدهم البلايين من ورائها.

ان تنبؤ عبد الرحمن الراشد في حال استعمال ورقة النفط كسلاح ضغط بهروب الاستثمارات النفطية لمناطق آسيا الوسطى حيث يقبع بحر من البترول في باطن ارضها صحيح وان الصراعات الخفية حول المناطق بدأت تتضح للعيان والخيوط الخفية للعبة تحركها العولمة بشركاتها العملاقة والتي تصيغ سياسات بلدانها.

لا يخفى على العاقل ان الحرب بذاتها هي تدمير بغاياتها ووسائلها، وان استعمال النفط كسلاح ضغط فيه كل المجازفة ولكن الحرب ارادة، وميزان القوى مختل، والسؤال الذي يطرح نفسه: هل ما زالت ارادة العرب ترنو الى قيادة دفة الصراع في خندق واحد؟ أم انه يتوجب على الدول المسلوبة حقوقها تحصيلها فرادى؟