المتاهات اللغوية في معاني الحذر والتحذير

TT

احذر.. وتحذير.. وحذر، كلمات من سياق معناها لا تعني القارئ.. فهي لردع او زجر او نهي او امر.. فمن يردع؟ ومن ينردع؟ ومن يزجر؟ ومن يتزدجر؟ ومن يطيع؟ ومن يرفض او يعصي؟ ومن يلبي؟ ومن يتمتم بلا او بنعم؟

معذرة يا سادة.. لقد استعصى عليّ القلم وقبله اللسان للتعليق او التحليل على كلمة (حذر) وايضا (حذرت) وكذلك (حذرنا) بصيغها وألوانها واشكالها المختلفة والمتشابهة، وعاد لسان حالي الى الكلمة الاولى وقال احذر تسلم! والحذر يرد الخطر والمحاذير لا ترد القدر ولا تقع يا شاطر في حذر وحاذر يا محاذر لا تقع في المخاطر. كل هذه الكلمات بما فيها من معنى قفزت الى تفكيري وانا اقرأ زاوية عبد الله باجبير في العدد 8271 بتاريخ 21/7/2001، واذا كان لقلمي من جرة او حرة فعلها على حالة التحذير فقط، واي تحذير اعني. الا انها بلغة اهل الطبابة في تحذيرهم وقولهم ان التدخين سبب رئيسي لسرطان وامراض الرئة وامراض القلب والشرايين، وهذا يا سادة تحذير صحي بلغة اهل الطبابة تمهر به كل علبة سجائر تصل الىنا والحمد لله الذي لا يحمد على مكروه سواه، فقد ارتفع عدد المدخنين اضعافا مضاعفة. وهذا يعود الى سعي المغرضين للربح الكثير على حساب صحة الانسان، حيث عارضوا اهل التحذير الصحي وبدأوا يهونون من الامر ويطلقون على عملية التدخين انها للأسف عادة سيئة، ويا شينها ياسادة من عادة وعذرهم في ذلك ان الانسان حر بعاداته ولو ان الآباء كان في عهدهم مثل هذا الامر والتصرف ينظر اليه بنوع من الازدراء بل اشد من ذلك ما يصل الى مرتبة العار والخزي.

وقد اطلقوا قديما على المدخن شارب المخزي.. ولكن مع مرور الوقت وتقادم الزمن وكثرة الوفود والغرباء على ديننا وعاداتنا وتقاليدنا، اخذ حاجز الخجل والخوف يذوب رويدا رويدا حتى انني حضرت مجلسا يباشر فيه الابن على ابيه بالسيجارة، وفي لحظة دهشة مني واستغراب وتراشق بالنظرة في العينين مع اقرب الحاضرين الذي همس في اذني وقال: اعتبر نفسك مع شباب في رحلة، ولا تنس المثل القائل «اذا كبر ابنك خاويه».. ولكنني باعلى صوتي صرخت وحذرت: إلا المخزي لا.. لا.. وسلامتكم.