العروبة كهوية ما زالت مثار جدل بين السودانيين

TT

تعليقاً على الدكتور خالد الكباشي في العدد 8261 حول موضوع «لماذا إثارة النعرات القبلية»، أولاً: ليعلم الدكتور الكباشي ان أهل الغرب ليسوا أصحاب نعرات قبلية بل هم المفترى عليهم، ومنذ القدم يؤمن أهل الغرب بوحدة السودان، ولولا ذلك لما حرروا الخرطوم التي تبعد عن الغرب مئات الكيلومترات في حين تخاذل عنها أهلها. وتواطأوا مع المستعمر وكانوا عوناً ومدداً له، والدليل على ذلك وقوفهم ضد الخليفة عبد اللّه التعايشي مع المستعمر. لماذا؟ لأنه من الغرب ولو أصلاً فيهم فائدة ما لجأ ابنهم المهدي إلى الغرب واستنصر بهم لأنه يعلم انهم أهل عزة وشجاعة، ومن أجل الدين والوطن يفضلون الموت على الماء البارد رجالاً ونساءً.

ثانياً: كردفان جغرافياً لا تجاور تشاد كما ذكرت بل تجاور الجنوب كما تجاورها ولايات دارفور والنيل الأبيض والنيل الأزرق.

ثالثاً: لم أقل ان العرب أدخلوا الدين عبر غرب أفريقيا للسودان بل أدخله الأفارقة بعد ما نشره البربر في شمال افريقيا ومن المغرب إلى النيجر فنيجيريا بواسطة المجاهد عثمان دانفوديوم ثم تشاد ثم السودان.

وأما عبد اللّه ابن أبي السرح توقف مدة عند النوبة في شمال السودان ووقع معهم الاتفاقية الشهيرة، ووقتها كانت في غرب السودان دويلات اسلامية قوية ولها علاقات خارجية متينة، وعلى سبيل المثال مملكة وداي وهي ممتدة من حوض بحيرة تشاد وحدودها حتى شندي الحالية. (اقرأ كتاب الغرابة ودورهم الدعوي في السودان) وفي ذلك التاريخ كان الشمال يرزح تحت الوثنية والمسيحية (دولتا علوه وسوبا).

رابعاً: الزبيدية والرشايدة هما قبيلة واحدة وينتمون إلى هارون الرشيد وأمه زبيدة وإلى الآن هم محافظون على أصولهم العربية، وإن نالوا الجنسية السودانية، فذلك لا يغير هوية أهل السودان إلى العروبة.

أما من يدعي العروبة فهذا شأن يخصه هو ويسأل نفسه لماذا الانتماء للعرب والعرب لا يقرون بعروبة السودان وهذه هي الحقيقة. وأما انتماؤنا لجامعة الدول العربية فهذه تكتلات اقليمية مثل ما انتمت لها دول أخرى، في حين أن اثيوبيا واريتيريا تجيدان العربية اكثر من بعض الدول ولم تلتحقا بجامعة الدول العربية.