إسرائيل تستخدم نفوذها الإعلامي في تبرير جرائمها الوحشية

TT

لقد هزّتني صور المذبحة التي اقترفتها أيادي العدو الصهيوني يوم الثلاثاء الماضي بحق ثمانية من الفلسطينيين في مدينة نابلس.

خلال خمسين عاماً خلت وأرض فلسطين ملطخة بالدماء، وكل يوم يزداد الأمر سوءاً، والعرب والمسلمون ـ بصفة عامة ـ لا يحركون ساكناً، وكأن الأمر لا يعنيهم، أو كأن قتل الأطفال الرضّع والشيوخ الركّع والأمهات الثكالى لا يعني العرب الذين هم في بيوتهم سامرون وحول تجارتهم وفي أعمالهم منهمكون!! قرارات مؤتمر القمة الأخير للدول العربية أقرت بقطع الاتصالات أو تجميدها ـ على الأقل ـ مع العدو الصهيوني.. وبعض الدول العربية تتهافت على هذا العدو كما تتهافت الأكلة على قصعتها (قالوا أمن قلة يا رسول اللّه؟ قال: لا بل من كثرة، ولكنكم غثاء كغثاء السيل!).

إذن ما العمل؟ ـ من وجهة نظري: إن الذي يسيّر العالم اليوم هما وسيلتان لا ثالث لهما: الإعلام والاقتصاد..

فالإعلام هو السلاح الأمثل للتأثير على الرأي العام العالمي، والأمة العربية تفتقد هذه الوسيلة جملة وتفصيلاً. إن إسرائيل استطاعت من خلال نفوذها الإعلامي وعلاقاتها مع المؤسسات ذات الرأي المؤثر أن تكون الدولة صاحبة الحق، وأن غيرها هم أصحاب باطل، وذلك بفضل الإعلام المعاصر الذي يقلب الحقائق ويغير الموازين ويعطي المشاهد الغربي المعلومات الخاطئة. فماذا قدم الإعلام العربي للرأي العام العالمي؟

كذلك من وسائل نصرة القضية العربية استخدام الاقتصاد كوسيلة ضغط على الحكومات، ولا أعني بذلك استخدام النفط كوسيلة ضغط، ولكن هناك وسائل اقتصادية عديدة يمكن استخدامها.. فكثير من الدول العربية لديها شركات أميركية وفرنسية وبريطانية وغيرها.. ويمكن ـ من خلال إقناع ممثليها ـ بممارسة وسائل التأثير على حكوماتها، وذلك بشرح عدالة القضية الفلسطينية وحق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره وبناء دولته وفق الشرعية الدولية ووفق قرارات الأمم المتحدة، خاصة القرار رقم 242 والقرار 338.