كفى تزييفا للحقائق الخاصة بثورة تموز العراقية

TT

عند قراءتي موضوع د. علي صادق الكاظم المعنون بـ «الدكتاتورية العراقية بدأت من الزعيم الاوحد» (8319 بتاريخ 7/9/2001)، تولدت لي عدة ملاحظات:

1 ـ ان كتابة اي موضوع يجب ان تستند الى عدة مراجع ومصادر وليس على التجربة الشخصية فقط خاصة عندما يتعلق الامر باحداث تاريخية مرت عليها اكثر من اربعة عقود.

2 ـ اولى مقتضيات التقييم دراسة الظاهرة او الحدث ارتباطا بظروفه الخاصة والظروف المحيطة به داخليا وعربيا ودوليا، فاحداث الموصل عام 1959 كانت بؤرة لتفجر الصراعات ذات المنشأ المختلف (طبقيا، دينيا، قوميا) اضافة الى ردود الفعل من حرق وتدمير المكتبات والمقاهي التي قام بها (فاضل الشكرة) ومجموعة، او محاولة تفجير القطار القادم من بغداد الى الموصل في منطقة حمام العليل. ولزيادة المعلومات يمكن العودة لما كتبه كل من (محمد حديد) وزير المالية انذاك و(عبد الغني الملاح) سكرتير الحزب الوطني الديمقراطي (فرع الموصل) و(صالح العلي) استاذ التاريخ في جامعة بغداد.

3 ـ اما احداث كركوك فجوهرها صراع كردي ـ تركماني وان كان قد تبرقع باتجاهات واحزاب سياسية. ويمكن العودة الى عدد القتلى والجرحى وكذلك عدد الذين تم اعدامهم بعد محاكمات تمت لاحقا.

4 ـ ان محكمة الشعب وليس (محكمة المهداوي) كما ورد، هي اول محكمة علنية تنقل وقائعها على الهواء مباشرة والمتهم يستطيع ان يكلف محاميا للدفاع عنه وهذا لا يمكن مقارنة بالمحاكم التي كانت تقام ايام العهد الملكي (ومشهورة حادثة من ابوجرواية الى ابو عقال) اما في زمننا الحالي فلا مجال للمقارنة اطلاقا حيث لا محاكمة ولا قانون.

5 ـ في ما يخص الالتزام بالشعائر الاسلامية فالمهم هو الممارسة العملية وليس الشكلية، فهل نستطيع ان نعتبر صدام حسين مسلما لانه قام بالصلاة والمسدس في خصره؟

6 ـ اعتقد اننا نحتاج لوضع الاسس لتعريف «الثورة» وعدم اطلاقها على كل انقلاب او تغيير واحيل القارئ الى تصريح علي صالح السعدي على انقلاب 14 رمضان 63 الذي قال فيه «اننا جئنا بقطار اميركي» وكذلك بيان رقم (13) الذي يبيح قتل الشيوعيين وهو ما عمله نظام صدام حسين الديكتاتوري بقتل كل من ينتمي الى «حزب الدعوة الاسلامية» وبأثر رجعي.

7 ـ للمعلومية ان عدد اللجنة العليا للضباط الاحرار هو 10 قتل منهم عبد الوهاب الشواف اثناءاحداث الموصل واعدم واحد هو (رفعت الحاج سري) لدوره في تلك الاحداث.

ختاما ابدي عجبي من اعتبار ان فترة حكم عبد الكريم قاسم «واحدة من اسوأ العهود واكثرها ظلاما ورعبا وارهابا»، فهل هي تزكية للنظام الحالي ام ماذا؟ افتونا يرحكم الله.