لماذا لا يكون الموساد خلف تفجيرات أميركا ولماذا تغيب العاملون اليهود في مركز التجارة العالمي يوم التفجير؟

TT

بصرف النظر عن اسماء وجنسيات ومعتقدات منفذي الهجمات الانتحارية على نيويورك وواشنطن، والتي يبدو انه لم يتم التحقق منها بدقة حتى الآن. إلا ان ما هو مؤكد لجميع المحللين المتخصصين في تقصي وتحليل المعلومات عن مثل هذه الحوادث ان هناك جهة تملك امكانيات وخبرات هائلة تقف وراء هذه الهجمات وتمثل العقل المدبر والمخطط لها.

وهنا يثور تساؤل منطقي يفترض ان لا يغيب اطلاقا عن ساحة التقصي والتحقيق وهو الدور المحتمل لجهاز الاستخبارات الاسرائيلية (الموساد)، الذي يتغلغل في مفاصل وقنوات الدولة الاميركية ويعرف اسرارها اكثر من اي جهاز آخر خارج اميركا.

وحتى لو ثبت ان منفذي الهجوم هم عرب او مسلمون، فليس بعيدا على الاطلاق ان يكونوا قد استخدموا، من غير علم منهم، من قبل الموساد عن طريق وسيط آخر ربما يكون من العرب المتعاونين مع الموساد لتنفيذ هذه الهجمات على اجهزة حيوية في اميركا بهدف اثارتها حكومة وشعبا والغرب عموما ضد العرب والمسلمين وتقوية مشاعر العداء والكراهية ضدهم، ولا شك ان ذلك يمثل هدفا استراتيجيا لحكومة اسرائيل، خاصة في هذه المرحلة الحرجة في صراعها الاستعماري الشرس ضد العرب والمسلمين في فلسطين، وبدء تعاطف الغرب مع حقوق الشعب الفلسطيني الاعزل.

ان هناك مؤشرات حقيقية تجعل من هذا الاحتمال فرضية قوية تستحق الدراسة والتحليل من قبل الاجهزة الامنية الاميركية والغريبة التي تحقق بكل امكانياتها في هذا الحادث، ومن هذه المؤشرات ما يلي:

اولا: ان تنفيذ تلك التفجيرات بهذه الدقة وما تطلبه ذلك من اعداد وتخطيط وتحديد للاهداف المقصودة، وما تبع ذلك من تنفيذ دقيق لم يكن لينجح ابدا لولا دعم ارضي متخصص آزرته وتابعته جهة محترفة تملك من المهارات والمعلومات والامكانيات ما لا تملكه الا اجهزة الاستخبارات الاميركية او الاسرائيلية بحكم علاقتهما الحميمة ببعضهما.

ثانيا: اذا كانت التقارير الصحافية المنشورة عن الحادث صحيحة، والتي اشارت الى ان مختطفي الطائرات تمكنوا من استخدام شيفرة الرئاسة الاميركية، فإن هذا مؤشر قوي على تورط الاستخبارت الاميركية او الاسرائيلية في هذه الحوادث.

ثالثا: اذا كانت التقارير الصحافية المنشورة تشير الى تغيب جميع العاملين اليهود في مركز التجارة العالمي يوم التفجير، والذين يصل عددهم الى اربعة آلاف عامل، فإن هذا ايضا مؤشر دامغ على انه تم اخطارهم مسبقا بالحادث وطلب منهم عدم الذهاب الى العمل ذلك اليوم. ولا يمكن ان يبلغهم بذلك إلا الجهة الحقيقية التي تقف وراء العملية والتي يهمها بالتأكيد سلامة ابناء الجالية اليهودية.. وهو ما يؤكد ان المنفذين ان كانوا عربا ما هم إلا ضحايا مغرر بهم تم توظيفهم واستخدامهم من قبل جهاز الموساد بذكاء شديد وتخطيط شيطاني مدروس بعناية فائقة.

ومن هنا فإن من واجب كل انسان عاقل حكيم يهمه الوصول الى الحقيقة وتطبيق العدالة ضد العقل المدبر لهذه التفجيرات ان يدرس هذه الفرضية، وان يتحرى بدقة وموضوعية عن دور الاستخبارات الاسرائيلية (الموساد) فيها حتى لا يتم الانتقام من اشخاص ربما يكونون ابرياء ويبقى المجرم الحقيقي حرا طليقا يعيث في الارض فسادا.