العرب أول من يدعم محاربة الإرهاب لأنهم أول من اكتووا به

TT

تعقيبا على ما كتبه امس الاول المهندس ابو بكر ابراهيم من الرياض في «الشرق الاوسط» اود ان اضيف التالي:

نحن في منطقة الشرق الأوسط أكثر الناس حزناً وألماً وتحسراً على ما أصاب المواطنين في أميركا بسبب الإرهاب لأننا ضحاياه وأقدر الناس على سبر الجروح وأعماقها والإحساس بآلامها وروائحها التي ننام ونصبح ونحن نعاني منها ونكابدها، فتلك الأيادي الإرهابية الاسرائيلية التي لا تميز بين المدنيين وسواهم وتقودها قدرتها وقوتها وإمكاناتها الجوية والبحرية والأرضية، وما تملكه من طائرات وصواريخ وغيرها، أن تقتل من تشاء وتنسف بيوت من تشاء وتحتل أراضي من تشاء وأكبر شاهد هو ما يجري أمام العالم في فلسطين المحتلة وما يوجد على ضفافها من ملايين المرحلين اللاجئين في بلدان مجاورة، أليس مثل هذه النظرة حرية بالنظر إليها؟، أليس من قام بهذا العمل وعمل المجازر واحتل أراضي الغير، وحاصرهم وضيق عليهم ونسف بيوتهم وقضى على مزروعاتهم وهجرهم أولى بأن يعري ويعلن عن وجهه القبيح؟، نحن مع أميركا قلباً وقالباً فقد تقاسمنا معها دماؤنا.نحن في الشرق الأوسط أول من يدعم محاربة الإرهاب لأننا أول من اكتوى بناره، ونعي جيداً خسائره وأضراره نحن مع أميركا في حربها ضد الإرهاب الذي يقتل ويحتل بلدان الغير ولا يميز بين الطفل والكبير ويستولي على البيوت والأراضي بالقوة ويرفض تنفيذ قرارات هيئة الأمم المتحدة، نحن مع أميركا في محاربة الإرهاب بمفهومه العالمي الصحيح .

وينبغي التأني وعدم الاندفاع عن المنهج الصحيح، خاصة أنه صاحب إعلان نبأ الهجوم على الأبراج عبر وسائل الإعلام تحديد المتهم الأول، ثم تمّ التركيز على بن لادن كمتهم أول، وقد يكون وراء ذلك من الأهداف والغايات الكثير.

لن أدافع عن أي فرد أو جماعة، لكنني أدرك أنه عندما توضع الصورة في الواجهة ويدفع التحقيق والبحث إليها في الاتجاه نفسه، فإنه يتم التركيز على كل الأدلة والملابسات المصاحبة لها، ويبتعد عن التحقيق الشامل الذي يفتح ابعادا تخدم التحقيق وتساعد على الوصول إلى الأيدي التي خلف الجناة، لكونها تملك المقومات العملية والدوافع الذاتية، خاصة إذا أخذ في الاعتبار المصالح المستفادة والمبتغاة من هذا الهجوم، أليس في الحسبان معرفة من يهمه ضرب مصالح معينة والصيد في الماء الذي يعكره راغبا باتساع الفجوة بين أميركا والعالمين العربي والإسلامي لتذليل المصاعب وتحقيق الأحلام على حصان أميركا.

أليس من الأولى أن يشمل التحقيق افتراضات اخرى قد تساهم عملياً في الوصول إلى الجناة الحقيقيين لأن الاختراق الأمني والقدرة على التخطيط والتنفيذ بهذا المستوى الدقيق والعنيف يبرز دلالات لابد أن تؤخذ في الاعتبار ويدعو إلى البحث عن مَن يملك القدرة والتسهيلات داخل هذه الدولة حتى ولو كانت الدماء المستخدمة عربا أو مسلمين؟،