هذه هي مصر أم الدنيا

TT

اود ان اشير الى جزء من الحقيقة الغائبة، وهي ان الذين يمجدون الرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصرويسمون احزابا باسمه هل يحبونه شخصيا ام معجبون بعهده وانجازاته ام شعاراته؟

هناك حقيقة كبرى يجب ان يعرفها الجميع ان في عهد عبد الناصر وفي غياب الديموقراطية عملت مراكز القوى والاجهزة الامنية على قمع المثقفين يسارا ويمينا ولم تهزم مصر خلال تاريخها سوى عام1967، وكان افتعال الحروب وخسارتها من ابرز سمات هذا العصر بسبب هذه الاوضاع الشاذة ولكن بقليل من الانصاف نجد ان الارضية الصناعية الصلبة التي تقف عليها مصر الان من ابرز انجازات العهد الناصري (السد العالي) ومصانع الحديد والصلب في حلوان.

اما في عهد الرئيس انور السادات فقد كانت الحريات وكان النصر الذي اعاد للامة كرامتها عام 1973 الرئيس السادات كان ذكيا وماكرا ايضا وبعيد النظر استطاع استعادة سيناء من العدو الصهيوني دون اراقة نقطة دم واحدة ولو ان الاخوة الفلسطينيين ذهبوا مع السادات الى كامب ديفيد الاولى وتركوا جماعة الصمود والتصدي التي ظهر افلاسها الآن. مع ذلك كان لعهد السادات افرازاته السلبية ايضا:الانفتاح الاقتصادي دون ضوابط علمية الذي ولد الفساد والراسمالية الطفيلية التي افقرت الشعب المصري (سواق الاتوبيس) مع ذلك السادات يبقى رجلا عظيما انزل بالعدو الصهيوني هزيمة نكراء في مجال الحرب والسياسة وجعل قادة اسرائيل يموتون بالاكتئاب.

ثم جاء عهد الرئيس حسني مبارك وقد ورث التركتين من العهدين السابقين واستطاع بحنكة وخبرة ان يتجاوز الكثير من سلبيات الماضي. والكلمة المناسبة التي تعرف الرئيس مبارك هي انه رجل التنمية والحرية والتضامن والسلام وقد اهتم بترتيبب البيت الداخلي ووضع مصر في مكانها الريادي افريقياً وعالميا.