النشاشيبي يرد حول «مكي باشا»

TT

لم اتعرف ـ حتى اليوم ـ على السوداني الطيب مكي حقيقة كان، ام مجرد اسم، لكني قرأت تعليقه حول اسلوبي «السماعي الانطباعي».. كذا..! وحول لقب الباشاوية الذي كان يحمله عبد الرحمن المهدي، وجاء «المكي» وانكر ذلك.. عال! والجدل قائم حول «سنوات في مصر»، التي نشرتها بكل السعادة في «الشرق الأوسط»، وتطرقت فيها الى جميع العواصم العربية ـ اسرارا وزعماء واحداثا ـ وابى الطيب مكي الا ان يعود بالذاكرة الى خريف عام 1944، أي منذ 56 سنة، كي يجادلني حول زيارتي للمهدي باشا وحول اللقب الذي كان يحمله ذلك الرجل العظيم.

انا اقول من جديد، ان عبد الرحمن المهدي كان بالتأكيد يحمل لقب الباشاوية! وانا اقول بأني كنت من اقرب المقربين وأعز الاصدقاء عند صديقي الراحل الاديب الشاعر محمد احمد محجوب! واني قمت بزيارة المهدي باشا في «الجزيرة أبا» برفقة محجوب الذي كان من اقطاب حزب «الامة» ومن المحامين في ادارة المهدي، ومن رجالات السودان المعروفين.

ثم فجأة، يزج الطيب مكي باسم عبد الكريم قاسم في سياق الموضوع وكأنه يفتش عن ثغرة ينال بها من كاتب هذه السطور، حيث يتساءل لماذا لم اكن معجبا بشخصية عبد الكريم قاسم.. لماذا؟

ولماذا لم اكن معجبا بشخصية المهدي؟

لماذا؟

المسألة يا سيد مكي، المقيم حاليا في السودان او في السعودية، مسألة ذوق!! فأعذرني لضآلة ذوقي، او «لذوقي الوحش» الذي ابعدني عن الاعجاب بعبد الكريم قاسم، الذي اطلق عليه عبد الناصر عبارة: «قاسم» العراق! اما لماذا لم اسرد المزيد من شعر صديقي محمد احمد محجوب في سياق الحديث، فلعل ذلك إما لضيق المقام، او لعدم اعجابي بشعر محجوب، او لأني اكتب اسرارا واخبارا ولا اكتب شعرا.. غراميا! رحم الله المهدي، ورحم الله ـ اكثر واكثر ـ محمد احمد محجوب الذي لو كان ما زال على قيد الحياة، لما جاءني السيد مكي القارئ برسالته المذكورة، ولبقي المهدي يحمل لقب «باشا».. ولبقيت اكتب عن السودان.. و«الجزيرة أبا».. والاسرار، والذكريات، بعيدا عن التجريح او البحث عن التهم او جعل «الحبة قبة» ثم تلوين القبة بقوس قزح! ولك ايها «الطيب» السلام والمحبة.