بيريز يعبر عن اشمئزازه ولا يخجل

TT

تحت عنوان «اسرائيل تشكو قناة ابوظبي للامم المتحدة بسبب برنامج «ارهابيات» نشرت صحيفة «الشرق الأوسط» في عددها 8392 وعلى صفحتها الاولى مهاجمة شمعون بيريس، وزير الخارجية الاسرائيلية للمسلسل الذي تبثه قناة ابوظبي يوميا بعد الافطار، والذي يجسد فيه الفنان الكويتي داوود حسين شخصية ارييل شارون، ويعرب بيريس في معرض هجومه على المسلسل عن اشمئزازه، فيقول «انني مشمئز، وذلك يكشف المستوى الهابط للمحطة التلفزيونية»......

اذن، رئيس الدبلوماسية الاسرائيلية وصاحب السياسة التلميعية والتجميلية لوجه شارون وراعي ومروج الاسباب التبريرية والدفاعية عن تصرفات وافعال شارون الدموية والاجرامية، يعتبر فضائية ابوظبي قناة هابطة تسبب لمشاهديها الاشمئزاز لانها في نظره تشوه سيرة شارون، ولا بد من رفع شكوى للامم المتحدة وشن حملة اعلامية ضخمة ضدها، وتزويد سفارات وقنصليات اسرائيل في جميع انحاء العالم بنسخ مترجمة عن هذا المسلسل لكي تقوم بدورها باطلاع حكومات الدول التي توجد فيها على هذه المواد التحريضية العدائية الخطيرة.

والسؤال الموجه لشمعون بيريس هو: هل من اجل مشهد تمثيلي او مسلسل تقدمه فضائية عربية تثور ثائرتكم وترفعون شكاوى للامم المتحدة وتشنون حربا اعلامية، وتستنفرون سفاراتكم وقنصلياتكم في جميع انحاء العالم.. الخ، وتعتبرون مثل هذه الاجراءات والتصرفات من طرفكم حقا مشروعا لكم لا يجوز التنازل عنه او التهاون فيه؟! الا تعلمون، وما زال السؤال موجها لشمعون بيريس، انه لو اجتمع جميع الفنانين العرب وقدموا مسلسلات ومشاهد تمثيلية على مدار الاربع وعشرين ساعة وعلى كافة الفضائيات العربية، واستخدموا احدث الطرق التكنولوجية وكافة انواع المؤثرات والخدع التصويرية.. لما استطاعوا ان يصلوا بادائهم الى نسبة واحد بالمليون من الواقع التاريخي الاجرامي والدموي لشارون الذي بدأ بممارسة الارهاب والاجرام منذ اربع وخمسين عاما عندما ذبح طفلا وفصل رأسه عن جثته، وكذلك عندما قتل عشرين طفلا فلسطينيا حرقا بالنار.. وهذه حقائق ثابتة ومسجلة في ذاكرة التاريخ.. وهناك الكثير الكثير من المجازر والمذابح والجرائم البشعة التي مارسها وما زال يمارسها شارون حتى هذه اللحظة.

ألا يحق لنا مقاومة هذا الارهاب او على الاقل رفع شكاوى او قضايا ضد شارون باعتباره مجرم حرب؟

أم ان المنطق الذي يحكم الأمور هو منطق القوة وليس الحق الشرعي حسب المثل الانجليزي القائل MIGHT IS RIGHT