أميركا هي التي تعولم الجهل

TT

تعقيبا على مقال مأمون فندي المنشور في «الشرق الأوسط» بتاريخ 24/12/2001 بعنوان «عولمة الجهل»، اود تقديم الملاحظات التالية:

قال كاتب المقال ان التشويه الأميركي لصورة العرب في الاعلام الأميركي كبير، ولكن التشويه العربي لأميركا اكبر. وطلب شن اولى خطوات الحرب ضد الارهاب بالوقوف جميعا ضد هذه التشويهات وان نتكاتف معا ضد عولمة الجهل. واعتقد انه لم يوفق في استنتاجه لسببين:

أولا: ان الحضارة العربية الاسلامية لم تضع نفسها في مواجهة مع الحضارة الغربية بأي شكل من الاشكال وانما الولايات المتحدة هي التي اطلقت ما يسمى بصراع الحضارات ومحاولتها الدائمة لتحجيم ثقافة الحضارة العربية الاسلامية بسبب وبدون سبب وفرضت هيمنتها وسياستها على تلك الدول بشكل او بآخر.

ثانيا: الشعوب العربية والاسلامية شعوب متسامحة ولا تحب العنف او الارهاب، بحكم حضارتها الاسلامية، وهي تنبذ الارهاب وتلفظه، ولم تُسعد بأحداث 11 سبتمبر (ايلول) الماضي، بل على العكس شجبتها واستنكرتها بكل الوضوح وقدمت كل الدعم اللوجستي للولايات المتحدة في حربها ضد الارهاب، ليس خوفا من أميركا، ولكن لتيقنها ان ما حدث هو عمل ارهابي صميم لا يقره ديننا الاسلامي الحنيف. اما قول الكاتب مأمون فندي بأن تبعات هذه السلوكيات (ما يكتبه العرب ولا عقلانيتهم وطرق تناولهم للامور) سيؤدي الى كارثة محتملة، وقوله ربما لا تحتاج أميركا الى ارضاء العرب رغم انها تتحرك في اتجاه ارضائهم، ولكن العرب بالقطع يحتاجون ومن منطلق مصالحهم ان تكون صورتهم افضل مما هي عليه في المجتمع الأميركي، فردي عليه هو ان مصالح أميركا مهما كانت كبيرة او صغيرة فهي في قبضة العرب، وليس العكس، ولا يحتاج العرب ان يقدموا الولاء والطاعة لأميركا والركوع لها حتى ينالوا رضاها، لأنه لم يبق للعرب الا الكرامة وعزة النفس. وعلى أميركا ان تكون ذات مصداقية لتكسب رضاء واحترام 22 دولة عربية وجميع الدول الاسلامية وبقية دول العالم المتحضرة.